السبت, 28 يونيو 2025 06:02 PM

شباب دير الزور يطالبون بتمكينهم في صنع القرار: رؤى وتحديات

شباب دير الزور يطالبون بتمكينهم في صنع القرار: رؤى وتحديات

بالتعاون مع جمعية تكاتف شبابي، نظمت مبادرة إعلام من أجل النساء جلسة حوارية في محافظة دير الزور تحت عنوان "دور الشباب في مراكز صنع القرار". جمعت الجلسة شباباً من خلفيات ومهارات وأفكار متنوعة، يمثلون مختلف الشرائح الوظيفية في المجتمع المحلي.

سناك سوري-عائشة الجاسم

على مدار ثلاث ساعات، ناقش الحضور قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية بعمق، مع التركيز على متطلبات دعم الشباب للوصول إلى المناصب القيادية والعقبات التي تعترض طريقهم. شدد المشاركون على أهمية تعزيز الوعي السياسي بعيداً عن الانتماءات الحزبية، وتدريب الشباب على التفكير المنطقي والتحليل العميق للمفاهيم السياسية وربطها بالاقتصاد والتاريخ لفهم الواقع بشكل شامل.

طالب المشاركون بتضمين مناهج تعليمية وأدلة تشرح القوانين السياسية، بالإضافة إلى أدوات ثقافية تدعم بناء الوعي السياسي في المدارس. كما أكدوا على أهمية توثيق قصص نجاح الشباب والشابات القادرين على التكيف والتغيير، باعتبارهم نماذج ملهمة لبناء طاقات شبابية فاعلة.

مقالات ذات صلة
  • السبت, 28 يونيو 2025, 12:37 م
  • الأربعاء, 25 يونيو 2025, 5:16 م

من جانب آخر، أشار الحضور إلى احتكار السلطة السابقة لمفهوم المواطنة، وتهميشها لمهارات الشباب وإضعاف دورهم، بالإضافة إلى الخوف من الاعتقال أو التعنيف الذي يعيق مشاركتهم الفعالة.

مطالبات بمناهج تعليمية وأدلة تشرح القوانين السياسية، إضافة إلى أدوات ثقافية تدعم بناء الوعي السياسي في المدارس.

مطالبات بدور وتمثيل أكبر للشباب

ناقش الشباب دور الإعلام الحكومي في دعمهم، مطالبين بتخصيص مساحة دائمة لهم في وسائل الإعلام لتقدير آرائهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في جميع القضايا التي تهم المجتمع. كما طالبوا بإنشاء أقسام خاصة بالشباب داخل الأحزاب السياسية لتفعيل دورهم في المؤسسات الحكومية.

أكد الحضور على أهمية وجود الشباب في مجلس الشعب، مشيرين إلى أنهم يمتلكون الإرادة والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات بمسؤولية. واقترحوا البدء بنسبة مشاركة صغيرة وتدرجها مع اكتساب الخبرات. كما أكدوا على ضرورة امتلاك الشباب وعياً وإدراكاً عميقاً بالقضايا السياسية والاقتصادية، وقاعدة تاريخية جيدة، وقدرة على التأثير في المجتمع، والتحدث بطلاقة، مع تقبل الرأي الآخر.

فيما يتعلق بمسؤولية السلطة الحالية، فقد أكد المشاركون على ضرورة تمكين الشباب من خلال توفير خارطة متكاملة لتحليل المعلومات السياسية والاجتماعية، وتوفير مسارات تمثيلية متعددة لضمان عدم إقصاء أي مكون من مكونات المجتمع، مع إشراكهم في الرأي العام خلال المرحلة الانتقالية.

التمكين الاقتصادي إحدى العقبات

تمثلت العقبات التي تواجه الشباب في التمكين المادي والاقتصادي المحدود، والفساد الإداري في بعض الجامعات والمعاهد، بالإضافة إلى تأثير الإنترنت السلبي. كما أشاروا إلى أن العجز النفسي والخمول الناتج عن سنوات التهميش أثر سلباً على قدرتهم على العمل النشط والمستمر.

شدد المشاركون على ضرورة بناء قاعدة اقتصادية متينة للشباب لتمكينهم من ممارسة العمل السياسي بفاعلية، وأكدوا أن المشاركة في صنع القرار يجب أن تتجاوز الحديث إلى الفعل والعمل الحقيقي. وأوضحوا أن وعي الشباب يختلف بين من يملكون الوعي والرغبة، ومن لديهم الرغبة دون وعي، ومن يفتقدون الاثنين، وهو ما يتطلب جهوداً مستمرة في التوعية والتعليم.

المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المرشح الشاب لدخول مجلس الشعب، الوعي السياسي والاقتصادي، والقدرة على التأثير في المجتمع، والتمتع بمهارات حديث وطلاقة.

في ختام النقاشات، تم طرح سؤال حول المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المرشح الشاب لدخول مجلس الشعب، فكان من أهمها الوعي السياسي والاقتصادي، والقدرة على التأثير في المجتمع، والتمتع بمهارات حديثة وطلاقة، والمرونة في تقبل الآراء المختلفة، بالإضافة إلى النزاهة والاستعداد لتحمل المسؤولية.

كما تم التأكيد على أن دور الأحزاب والمجتمع المدني يجب أن يكون فاعلاً في دعم الشباب وتشجيعهم من خلال توفير بيئة إعلامية وتدريبية محفزة تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمشاركة في المؤسسات الحكومية بشكل حقيقي وفاعل.

بذلك رسمت الجلسة صورة واضحة لشباب دير الزور الطامحين لتغيير واقعهم السياسي والاجتماعي من خلال تعزيز وعيهم وتمكينهم مادياً ومعنوياً وضمان مشاركتهم في صناعة القرار على مستويات متعددة على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم.

مشاركة المقال: