الجمعة, 4 يوليو 2025 09:46 AM

من مطبخ منزلها في السويداء: علا الحلبي تحوّل شغفها إلى مشروع ناجح

من مطبخ منزلها في السويداء: علا الحلبي تحوّل شغفها إلى مشروع ناجح

في السويداء، استطاعت علا الحلبي أن تحوّل مطبخ منزلها المتواضع إلى نقطة انطلاق لمشروعها الصغير، "مطبخ كنز". من خلال شغفها بصناعة الحلويات التراثية، تغلبت علا على التحديات الاقتصادية، معتمدةً على معدات منزلية بسيطة وعمل دؤوب لمساعدة أسرتها.

سناك سوري-رهان حبيب

علا، من مواليد عام 1984 وأم لطفلين، عملت لسنوات في دائرة الخدمات الفنية. لكن، روتين العمل وراتبها غير الكافي دفعاها للبحث عن مصدر دخل إضافي. فوجدت ضالتها في مشروع المطبخ المنزلي، مستغلة حبها للطبخ والحلويات.

تقول علا لـ"سناك سوري": «مع مرور السنوات، شعرت أن لدي وقت فراغ أكبر، رغم وظيفتي والتزاماتي العائلية. بدأت أبحث عن عمل يعود بالنفع على عائلتي. كانت البداية بتقديم ضيافة لرفاق أولادي في الملعب وفي المنزل. لاقى ما قدمته إعجابهم، ما شجعني على خوض التجربة بكميات صغيرة من البرازق والغريبة والمعمول، وكل من اشترى كمية صغيرة عاد وطلب المزيد».

تعتمد علا في مشروعها على أدوات منزلية وفرن تقليدي صغير وآخر كهربائي. تحرص على تجهيز الحلويات في أوقات التقنين لخبزها عند عودة التيار، لتوفير الغاز وتقليل التكاليف. كما بدأت بتلبية طلبات الأكلات التراثية كالكبة والمناسف والمندي والكبسة، خاصة في الأعياد والمناسبات.

وخلال الأعياد والمناسبات، تعمل علا لساعات طويلة. تقول لـ"سناك سوري": «شعرت بفرحة كبيرة في أول عيد أم، عندما حاولت تلبية أكبر عدد من الطلبات، خاصة لكبيرات السن. تلقيت منهن كلمات محبة وإعجاب، وشعرت بأهمية ما أقدمه. أنا أم وأدرك معنى اللقاء مع الأبناء حين يحملون معهم وجبات لذيذة. تكرر الأمر نفسه في عيد الأضحى والمناسبات العائلية».

تعلمت علا فن الطبخ من والدتها، وتسعى لتطوير مهاراتها بتجربة وصفات جديدة وابتكار نكهات خاصة. ورغم بساطة الإمكانيات، ترى في كل إنجاز خطوة نحو حلم أكبر، مؤمنة بأن الغد يحمل الأفضل مع توسع قاعدة الزبائن وزيادة الأمل.

تضيف: «أعمل منذ أكثر من 12 عاماً في دائرة الخدمات الفنية، قضيت سنوات في روتين ممل وشعور دائم بالعجز المادي. اليوم، تغير نمط حياتي، زادت ساعات العمل والمسؤوليات، لكنني أشعر بسعادة داخلية كبيرة رغم التعب الجسدي. وقتي الآن منظم ومثمر، وأتعاون مع زوجي وأولادي وعائلتي لتحقيق حلمي بتطوير المشروع والتوسع في الإنتاج وتحسين وضعنا».

علا هي واحدة من نساء سوريات كثيرات قررن مواجهة الأزمات، فبدأن بمشاريع صغيرة أضاءت بيوتهن، مستثمرات في الإرادة، وراغبات في كسر الواقع الاقتصادي الصعب، ليجدن في المبادرة والعمل طريقاً للتغلب على الظروف.

مشاركة المقال: