الأحد, 29 يونيو 2025 01:19 AM

ملعب العباسيين في دمشق: من صرح رياضي إلى شاهد على الحرب والدمار

ملعب العباسيين في دمشق: من صرح رياضي إلى شاهد على الحرب والدمار

لا تزال مشاهد الدمار والخراب تخيم على ملعب العباسيين في دمشق، بعد أن حوله نظام بشار الأسد إلى قاعدة عسكرية خلال سنوات الحرب، ليتحول من صرح رياضي واحتفالي إلى مكان تتناثر فيه بقايا القذائف والذخائر.

يتمتع ملعب العباسيين بموقع استراتيجي يربط قلب العاصمة بالأحياء التي شهدت احتجاجات ضد النظام، مثل القابون وجوبر وزملكا، مما جعله نقطة ارتكاز خلال الأحداث التي شهدتها سوريا منذ عام 2011.

يعتبر الملعب، الذي تأسس عام 1957، أقدم منشأة رياضية في سوريا، وكان قبل اندلاع الاحتجاجات مركزًا للمباريات الدولية والبطولات الكبرى. لكن بدلاً من ذلك، حوله النظام إلى قاعدة عسكرية، حيث تم نصب بطاريات المدفعية التي استهدفت بشكل أساسي أحياء الغوطة الشرقية، بما في ذلك القابون وجوبر وزملكا.

اليوم، تشهد أرضية الملعب ومستودعاته على حجم الدمار، حيث تنتشر الألغام والحفر وبقايا القذائف والمدفعيات، في مشهد يعكس آثار العمليات العسكرية التي شهدها المكان.

تحدث نبيل السخني، اللاعب السابق في المنتخب السوري لكرة القدم، لوكالة "الأناضول" عن الذكريات الجميلة التي عاشتها جماهير دمشق وسوريا في هذا الملعب قبل عام 2011. وأشار إلى أنه ارتدى قمصان عدة أندية في الدوري السوري، معبرًا عن حزنه لتحول الملعب إلى ثكنة عسكرية منذ عام 2012، وخروجه عن الخدمة الرياضية.

وأضاف: "خضنا أكثر من مباراة نهائية هنا. لعبنا 3 نهائيات لكأس الجمهورية وسط حضور جماهيري غفير وأجواء دراماتيكية لا تُنسى. كان للملعب طابعًا خاصًا".

وأوضح أن النظام لم يستخدم الملعب كقاعدة عسكرية فقط، بل جعله مركزًا مؤقتًا للاعتقال. وأضاف: "تحول الملعب إلى مكان لقصف الأبرياء. لا أحد يعرف عدد الضحايا الذين سقطوا داخله أو نتيجة القصف المنطلق منه".

ولفت السخني إلى أن الحال لم يختلف كثيرًا في باقي المنشآت الرياضية، قائلاً: "باستثناء ملعبي الجلاء والفيحاء، معظم المرافق الرياضية تحولت إلى أماكن للحرب والقمع، وهو ما ألحق ضررًا بالغًا بالناس والمنطقة".

وحذر من الخطر المستمر الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة الموجودة حتى اليوم داخل أرضية الملعب. وأشار إلى أن "البنية التحتية الرياضية كلها خارج الخدمة. الملعب انتهى تقريبًا، ويحتاج إلى إعادة بناء شاملة".

أكد السخني أن إعادة بناء البنية التحتية الرياضية تمثل أولوية قصوى حاليًا، وقال: "نسعى لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية بما يليق بسوريا. هذا المشروع لن يكون من أجل البلاد فقط، بل من أجل كل من ضحّى".

وأشار إلى أن سوريا بحاجة إلى من يمد لها يد العون لتعود دولة آمنة، مضيفًا: " نحن الآن في طور العمل على هذا الملف. وزير الرياضة يجري مباحثات مع دول الجوار ودول الخليج لدعم هذه الجهود. نشكر كل من يمد لنا يد المساعدة".

وأعرب السخني عن أمله في أن تعود الرياضة السورية إلى سابق عهدها، قائلاً: "نحن اعتزلنا كرة القدم، لكن الأجيال القادمة ستعيش تلك الأيام الجميلة من جديد، بمشيئة الله وفضله".

الأناضول

مشاركة المقال: