أكد مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن استئناف أي محادثات دبلوماسية مع واشنطن مشروط بتقديم الأخيرة ضمانات قاطعة بعدم شن أي ضربات جديدة على إيران.
وأوضح تخت روانجي، خلال المقابلة التي بُثت مساء الأحد، أنهم يسمعون رغبة واشنطن في الحوار، مضيفًا أنه لم يتم الاتفاق على أي موعد محدد أو آليات واضحة حتى الآن.
وشدد على أهمية الحصول على إجابة واضحة حول ما إذا كانت هناك احتمالية لتكرار "عمل عدواني" أثناء الحوار، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم توضح موقفها بهذا الشأن بعد.
كما أشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن طهران تلقت تأكيدات بأن واشنطن لا تسعى إلى "تغيير النظام في إيران" من خلال استهداف المرشد الأعلى آية الله علي خامئني.
وفي سياق متصل، يذكر أن إسرائيل بدأت في 13 حزيران/يونيو حربًا استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، وتخللتها عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
في المقابل، تنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد على حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية.
وفي ليل 21 إلى 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية.
وبعد 12 يومًا من الحرب، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 24 حزيران/يونيو.
وتوعد ترامب في وقت لاحق بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري.
وجدد مجيد تخت روانجي الأحد التأكيد على حق إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة لإنتاج الطاقة.
وأكد أنه يمكن مناقشة مستوى التخصيب والقدرة، لكن اشتراط أن يكون مستوى التخصيب صفرًا والتهديد بالقصف في حال عدم الموافقة، هو بمثابة "شريعة الغاب".
ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علمًا بأن سقف مستوى التخصيب كان محددًا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.
ويذكر أن صنع رأس نووية يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.
من جهته، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين بأنه "لا يعرض شيئًا" على إيران، وأنه "لا يتحاور معها"، وذلك بعد أيام من تحذيره من أنه لن يتردد في قصف البلاد مجددًا إذا سعت إلى الحصول على السلاح النووي.
وكتب الرئيس الأميركي على موقعه "تروث سوشال"، "لا أعرض شيئًا على إيران، على عكس (الرئيس السابق باراك) أوباما الذي منحها مليارات الدولارات" مقابل اتفاق عام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف "لا أتحدث معهم حتى، بما أننا دمرنا منشآتهم النووية بالكامل".
يذكر أن الولايات المتحدة انضمت إلى هجوم حليفتها إسرائيل بقصف ثلاثة مواقع نووية ليل 21 إلى 22 حزيران/يونيو.
وبعد 12 يومًا من القصف المتبادل، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 من الجاري والذي فرضه ترامب.
وكان الرئيس الأميركي قد حذر يوم الجمعة من أن الولايات المتحدة ستشن "بلا شك" ضربات جديدة على إيران إذا قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تسمح لها بحيازة السلاح النووي.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، قد صرح لبي بي سي بأنه لا يمكن استئناف المحادثات الدبلوماسية مع واشنطن إلا إذا استبعدت الولايات المتحدة شن ضربات جديدة على إيران.
وقال المسؤول الإيراني في مقابلة بثتها بي بي سي مساء الأحد "نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا"، مضيفا "لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات".
وقال "نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟"، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة "لم توضح موقفها بعد".