الثلاثاء, 1 يوليو 2025 02:05 AM

تزايد الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب بـ "قسد" بسبب التمييز وتدهور الأوضاع

تزايد الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب بـ "قسد" بسبب التمييز وتدهور الأوضاع

تتسارع وتيرة الانشقاقات في صفوف المقاتلين العرب المنضوين تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك على خلفية ما يصفونه بتصاعد الانتهاكات التي تمارسها هذه القوات في مناطق نفوذها شمال شرق سوريا.

وكشفت معلومات حصلت عليها "زمان الوصل" من مصادر ميدانية وستة منشقين، عن تفاقم هذه الظاهرة بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع التغيرات التي طرأت على المزاج العام في مناطق الرقة والحسكة ودير الزور.

من الترغيب إلى الترهيب

كان المال في البداية الدافع الرئيسي لانضمام العديد من المقاتلين العرب إلى "قسد"، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة. إلا أن هذا الدافع لم يعد كافياً بعد أن اصطدم هؤلاء بواقع مرير من التمييز والتهميش والتجاوزات الأمنية.

أحد المنشقين تحدث لـ "زمان الوصل" عن قيام "قسد" بمصادرة قطعة أرض تعود لعائلته في ريف الرقة، وإجبار الورثة على التوقيع على تنازل قسري لبناء مقر أمني كُتب عليه "تبرع"! وأكد أن هذه الحادثة ليست استثناء، بل جزء من سياسة ممنهجة لمصادرة ممتلكات العرب، وفقاً لشهادات متطابقة.

تكرار تجربة الأسد

أكد مقاتلون آخرون أن مشاركتهم في "قسد" أصبحت عبئاً أخلاقياً، بعد أن شعروا بأنهم يُستخدمون في معركة ضد "الجيش العربي السوري" - على حد وصفهم - بينما لا تزال قيادات "قسد" تتعامل معهم كعناصر من الدرجة الثانية. وأشار أحد المنشقين إلى أن قادة "قسد" لا يترددون في اتهام أي شاب عربي بأنه "داعشي" أو "متأثر بالتنظيم"، لمجرد مخالفة أو اشتباه.

وأضاف: "الأساليب ذاتها التي كنا نثور ضدها لدى النظام، نجدها الآن داخل قسد: اعتقال، تعذيب، مصادرة، استعلاء قومي".

فيديو يفضح هشاشة القناعة

زوّد مصدر مطلع "زمان الوصل" بمقطع فيديو يظهر مقاتلاً عربياً أثناء تجنيده في صفوف "قسد"، بدا فيه مرتبكاً وخائفاً، ويفتقر إلى القناعة الظاهرة. ويثير الفيديو تساؤلات حول مدى إيمان هؤلاء المقاتلين بـ "المشروع السياسي" الذي تتبناه "قسد"، وحول طبيعة العلاقة بينهم وبين القيادة الكردية المتنفذة داخل القوات.

ما بعد أول رصاصة

يشير أحد المنشقين إلى أن القيادات الكردية في "قسد" تدرك تماماً أن اندلاع أي مواجهة عسكرية مع قوات الدولة السورية قد يؤدي إلى انشقاقات جماعية. ويؤكد أن "هناك وحدات عربية كاملة جاهزة للانقلاب بعد أول طلقة".

ماذا بعد الانشقاق؟

يواجه المنشقون عن "قسد" تحديات كبيرة: الملاحقة الأمنية، فقدان مصدر الرزق، صعوبات الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية، وحتى خطر التصنيف كـ "خونة" من الطرفين. ومع ذلك، فإنهم يرون في هذه الخطوة طريقاً لاستعادة الكرامة، وربما بداية للانضمام إلى الجيش السوري.

بين السطور..

  • الانشقاقات العربية من "قسد" لم تعد حالات فردية معزولة، بل مؤشراً على تصدع داخلي يتوسع تدريجياً.
  • التمييز العرقي والممارسات الأمنية القمعية تقوّض فرص أي مشروع مشترك بين المكونات السورية.
  • ما يحدث في شرق سوريا اليوم هو إعادة إنتاج لمنطق الإقصاء، ولكن بوجوه جديدة.

زمان الوصل

مشاركة المقال: