أعرب مسؤولون إسرائيليون عن شكوكهم حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل ما لم تنسحب إسرائيل من مرتفعات الجولان المحتلة. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، 30 حزيران، عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، وجود "شكوك جدية" حول موافقة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على اتفاق سلام لا يشمل انسحاب إسرائيل من الجولان.
وذكر المسؤولون، وفقًا للصحيفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية أُبلغت بالمفاوضات التي تركز على أكثر من مجرد "الترتيبات الأمنية". وأضافت الصحيفة أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حليف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيتوجه إلى واشنطن في وقت لاحق من يوم الاثنين لمناقشة الوضع والتوسع المحتمل لاتفاقيات "إبراهام"، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع "عدويها القديمين" سوريا ولبنان، على حد وصفه. ومع ذلك، أكد أن إسرائيل لن تتفاوض على مصير مرتفعات الجولان في أي اتفاق سلام، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، وفقًا لوكالة “رويترز”.
شروط إسرائيلية
أكد ساعر، في 27 حزيران الحالي، أن إسرائيل تعتزم البقاء في الأراضي السورية والاحتفاظ بمرتفعات الجولان كشرط أساسي ضمن ما يُعرف بـ"خطة التطبيع مع سوريا". وأوضح ساعر، خلال حوار مع قناة “آي نيوز 24” الإسرائيلية، أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان يعد شرطًا لاتفاق مستقبلي مع "الجولاني" (أحمد الشرع). وأضاف: "إذا أُتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، مع بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، فهذا، في رأيي، أمر إيجابي لمستقبل الإسرائيليين".
"حديقة سلام"
في السياق ذاته، نقلت القناة الإسرائيلية عن "مصدر سوري مطلع" قوله إن "إسرائيل وسوريا ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025"، مشيرًا إلى أنه بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ. ووفقًا للمصدر، ستُطبّع هذه الاتفاقية التاريخية العلاقات بين البلدين بشكل كامل، كما تُشير إلى أن مرتفعات الجولان ستكون "حديقة سلام".
من جانبه، قال الشرع، خلال لقائه بأعيان ووجهاء محافظة القنيطرة والجولان، في 25 حزيران، إن العمل جار على وقف "الاعتداءات الإسرائيلية" من خلال مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء دوليين. وبالرغم من تصريحات الشرع، لا تزال إسرائيل تتوغل بشكل شبه يومي داخل العمق السوري، متجاوزة خط فض الاشتباك، منذ سقوط النظام السابق، في 8 كانون الأول 2024.
ويجري الحديث، خلال الأشهر القليلة الماضية، عن جولات مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل، برعاية دول ثالثة، ومساعٍ أمريكية لدخول دمشق إلى اتفاقيات “أبراهام” التي ترعاها منذ عام 2020.
خطوات في مسار انضمام سوريا لاتفاقيات “أبراهام”