الثلاثاء, 1 يوليو 2025 05:15 AM

ماكرون يجدد اتصالاته مع إيران ويطرح ستة مطالب رئيسية: هل تنجح الوساطة الفرنسية؟

ماكرون يجدد اتصالاته مع إيران ويطرح ستة مطالب رئيسية: هل تنجح الوساطة الفرنسية؟

طهران تتطلع إلى استئناف المفاوضات مع الترويكا الأوروبية دون تحديد موعد نهائي

في خطوة تعكس الرغبة الفرنسية في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً جديداً مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان مساء الأحد، حيث طرح ستة مطالب رئيسية تتناول جوانب متعددة من العلاقات بين باريس وطهران. وتتركز هذه المطالب على برنامج إيران النووي والعلاقات الثنائية بين البلدين.

يأتي هذا التحرك في وقت تسعى فيه فرنسا، بقيادة ماكرون، إلى لعب دور في الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط، ساعياً لضم شريكي بلاده في "الترويكا الأوروبية"، وهما ألمانيا وبريطانيا، إلى جهوده.

على الرغم من تبني الدول الثلاث للمطالب الأميركية، خاصة فيما يتعلق بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، فإن طهران لا تزال ترغب في الحوار مع الأوروبيين. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده تربطها علاقات دبلوماسية طبيعية مع الدول الأوروبية الثلاث وأن الاتصالات والمحادثات مستمرة معها، معرباً عن رغبتها في مواصلة الحوار بشأن مستقبل برنامجها النووي، إلا أنه أشار إلى عدم تحديد موعد نهائي للاجتماع المقبل.

متى سيتم استئناف الحوار الأوروبي الإيراني؟

يشير تركيز بقائي على البرنامج النووي كمادة للنقاش إلى رفض طهران الخوض في ملف قدراتها الصاروخية والباليستية، بالإضافة إلى سياساتها الإقليمية التي يصفها الغربيون بأنها "مزعزعة للاستقرار". ومع ذلك، فإن إعادة طرح موضوع الحوار مع الأوروبيين يعكس غياب اليقين بشأن العودة إلى التفاوض مع الجانب الأميركي.

في ظل هذه التطورات، لم تظهر أي إشارة من الجانب الإيراني إلى لقاء مباشر أو غير مباشر مع واشنطن، ما يفسر عودة "اللغة الهجومية والمتشددة" للرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه إيران، والتهديد بمهاجمتها مجدداً، وفقاً لمصدر دبلوماسي أوروبي في باريس.

آخر اجتماع ضم الطرفين الأوروبي والإيراني عقد في جنيف في 20 يونيو، وأسفر عن التعبير عن الرغبة في مواصلة الحوار. إلا أن قيام ترمب بإرسال قاذفاته لضرب 3 مواقع نووية إيرانية، وأهمها موقع فوردو، أجهض المساعي المشتركة بين "الترويكا" وإيران، وأظهر أن ترمب غير مهتم بما يمكن أن يحصل عليه الأوروبيون من الطرف الإيراني. ورغم ذلك، ما زال هؤلاء يسعون للتواصل مع طهران، مذكرين بخبرتهم "التاريخية" في التعامل معها منذ عام 2003.

مطالب ماكرون الستة

ضمن ماكرون "رسائله" الست في تغريدة على موقع «إكس»، مطالباً بالإفراج عن سيسيل كوهلر وجاك باريس المحتجزتين في سجن إيفين منذ عام 2022، وتوفير الحماية للمواطنين الفرنسيين ولمنشآت باريس في إيران. وتناولت المطالب الأربعة الأخرى تبعات الحرب الإسرائيلية – الأميركية – الإيرانية، وأولها احترام وقف إطلاق النار، وثانيها العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا الباليستية والنووية، وثالثها الحفاظ على إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وآخرها الاستئناف السريع لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران لضمان الشفافية الكاملة.

حتى اليوم، لا يزال مستقبل التعاطي الغربي مع إيران يكتنفه الغموض، فيما الجدل ما زال قائماً حول الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني خلال «حرب الـ12 يوماً». وبالنظر لضخامة وتعقيدات المسائل المرتبطة بالبرنام الإيراني، فإن «انعدام اليقين» هو السمة المهيمنة على المسائل الأربع التي جاء عليها ماكرون.

أي دور للوكالة الدولية؟

تتناول المسألة الخلافية الأكثر حدة اليوم دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. ونُقل عن الرئيس بزشكيان قوله لـ ماكرون إن «المبادرة التي اتخذها أعضاء البرلمان… هي ردّ طبيعي على السلوك غير المبرّر وغير البنّاء والهدّام لمدير عام الوكالة». ودفعت التهديدات الموجهة لمديرها العام غروسي «الترويكا» إلى إصدار بيان مشترك يتضمّن «إدانة التهديدات» الموجهة له والتعبير عن الدعم للوكالة. وحثّ البيان إيران على «استئناف التعاون الكامل على الفور، وفقاً لالتزاماتها الملزمة قانوناً، وعلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة».

رفضت طهران طلباً لزيارة منشآتها النووية لتقييم الأضرار. وتساءل بقائي عن كيفية ضمان سلامة مفتشي الوكالة، في وقت لا يزال فيه حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية مجهولاً. أما عراقجي فقد اتهم غروسي بتنفيذ «عمل خبيث»، ولعب «دور مؤسف». ورأى بقائي أنه «من غير الممكن توقّع تمكنها من ضمان سلامة مفتشي الوكالة حالياً».

مشاركة المقال: