نفذت قوة إسرائيلية خاصة عملية اقتحام في منطقتي مزرعة البصالي وأم اللوقس جنوب محافظة القنيطرة السورية، بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان المحتلة.
وأفاد مراسل منصة في الجنوب السوري بأن العملية أسفرت عن اعتقال ثلاثة مدنيين سوريين من عائلة واحدة، وسط حالة من الخوف والاعتداءات التي طالت نساءً وأطفالًا. وبحسب مصادر محلية لمنصة سوريا ٢٤، فإن المعتقلين هم:
- عامر أحمد أحمد: إمام مسجد وتاجر مواشي.
- مالك أحمد أحمد: عامل عادي.
- سالم مصطفى الأحمد: موظف في جهة أمنية أو عسكرية، يُعتقد أنها تابعة للأمن العام أو الجيش السوري.
أكد أبو فراس الأحمد، شقيق المعتقلَين عامر ومالك، أن العملية نُفذت فجر أمس الثلاثاء بمشاركة قوة كبيرة تضم أكثر من 40 عنصرًا إسرائيليًا و8 عربات عسكرية. ووصف أبو فراس الاقتحام بأنه كان "عنيفًا للغاية"، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية كسرت الأبواب واقتحمت المنازل بشكل مفاجئ، واعتدت جسديًا على النساء، وهددت الأطفال بطريقة "غير إنسانية" لابتزاز ذويهم.
أوضح أبو فراس أن سالم الأحمد اعتُقل بعد أن داهمت القوة منزله في القنيطرة أثناء غيابه واحتجزت أبناءه، ثم تواصلت معه وهددته بأخذ أطفاله رهائن إذا لم يسلّم نفسه، ما أجبره على الحضور ليتم اعتقاله مع أخيه وأقاربه. وأشار إلى أن العائلة تجهل مصير المعتقلين الثلاثة، رغم محاولاتها التواصل مع بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الجنوب السوري (UNDOF) دون رد.
من جهته، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن العملية تأتي ضمن إطار "إحباط نشاط عدائي لخلية مرتبطة بإيران" في منطقتي أم اللوقس وعين الشرقي، وأن الوحدة 504 الاستخباراتية الخاصة نفذت العملية. لكن العائلة نفت هذه الرواية، مؤكدة أن المعتقلين لا صلة لهم بأي جهة مسلحة أو سياسية، وأنهم أشخاص مدنيون معروفون في مجتمعهم.
دعا أبو فراس المجتمع الدولي والدولة السورية إلى التحرك لإنهاء هذه الانتهاكات ومعرفة مصير أبنائهم المعتقلين، قائلًا: "نحن شعب أعزل، لا نملك شيئًا أمام جيش مدجج بالسلاح، وكل ما نطلبه هو حقنا الإنساني في الحياة الآمنة والكشف عن مصير أبنائنا".
تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التدخلات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا، ما أثار قلق السكان المحليين الذين يتعرضون للاعتقالات والاقتحامات تحت ذرائع أمنية. وقبل أسبوعين، نفذ الجيش الإسرائيلي توغلًا ميدانيًا محدودًا داخل بلدة جباتا الخشب شمال محافظة القنيطرة. وأمس الثلاثاء، أكد مراسل منصة سوريا ٢٤ في درعا أن رتلًا تابعًا لقوات الأمم المتحدة دخل إلى مدينة نوى في ريف درعا الغربي، في زيارة استقصائية تتعلق بالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة. وجاءت الجولة في أعقاب اشتباكات إثر محاولة تقدم قوة إسرائيلية باتجاه تل الجموع، حيث تصدى لها أبناء المدينة، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة العشرات. وقُتل تسعة مدنيين وأُصيب آخرون في 3 نيسان/أبريل الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة حرش الجبيلية قرب مدينة نوى. وتُعقد هذه التطورات المشهد السياسي والأمني في المنطقة، وسط استمرار النشاطات الاستفزازية للقوات الإسرائيلية قرب الخط الفاصل مع الجولان السوري المحتل.