الجمعة, 4 يوليو 2025 09:53 AM

الحكومة السورية تكشف عن هوية بصرية جديدة للبلاد

الحكومة السورية تكشف عن هوية بصرية جديدة للبلاد

أعلنت الحكومة السورية عن إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا، والتي تضمنت تعديل الرمز الوطني للدولة وإجراء تغييرات على الرموز السيادية البصرية. وقد تم تدشين الهوية الجديدة في حفل أقيم في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وكبار الوزراء والمسؤولين، وذلك بالتزامن مع احتفالات مماثلة في أبرز المحافظات السورية، مساء يوم الخميس الموافق 3 من تموز.

جرى تقديم الهوية الجديدة، بحضور عنب بلدي، في إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء الصورة الوطنية وتعزيز الوحدة والهوية الجامعة، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وبما يتناسب مع المرحلة الراهنة.

العقاب الذهبي

يتمثل الشعار الجديد في العقاب الذهبي السوري، وهو رمز كان حاضرًا في فتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد للشام في معركة “ثنية العقاب”، ويعود ذلك إلى التاريخ الإسلامي، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الإعلام اطلعت عليه عنب بلدي. وفي تاريخ سوريا الحديث، يعتبر العقاب الذهبي السوري امتدادًا لما وضعه الآباء المؤسسون سنة 1945، والذي جسده المصمم والفنان التشكيلي السوري خالد العسلي ليكون شعارًا للجمهورية العربية السورية.

أوضح البيان أن التغيير بين العقاب القديم والجديد يكمن في أن ثورة عام 2011 مثلت أول انخراط جمعي حقيقي للشعب السوري في السياسة منذ خمسة عقود، وقد دفع ثمنها ملايين الشهداء والمهجرين والمعتقلين والجرحى على مدى أربعة عشر عامًا. وقد انكسر القيد الذي حال بينهم وبين حريتهم وسيادة قرارهم السياسي كمواطنين وأصحاب أرض وتاريخ عظيم، وكان لزامًا إعادة تعريف علاقة الدولة بالشعب بطريقة جديدة عبر عنها السيد الرئيس، أحمد الشرع، بقوله “حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له”، وفق البيان.

وتابع البيان أن النجوم الثلاثة الموجودة فوق العقاب تدل على إنهاء الصهر القسري بين الدولة والشعب، وإعادة ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع ظروف الحاضر وآمال المستقبل. وقد تحررت النجوم الثلاثة التي تختصر العلم شكلًا والشعب مضمونًا، وأخذت موقعًا يعلو العقاب الذي يختصر الدولة بعد تحريره من صفته القتالية (الترس)، بحسب البيان.

وأشار البيان إلى أن هذا الشعب الذي يعانق في طموحاته نجوم السماء تحرسه دولة تذود عنه، وتؤمن له كل ما يحتاج ليصعد في دوره التاريخي بعد أن كان مغيبًا عقودًا، وهو بنجاته المتوقعة يؤمن لهذه الدولة إشعاعها ونهضتها، ويحميها عند أي خطر داهم، إذ تعتلي النجوم رأس العقاب وتحيط به.

ينسدل ذيل العقاب بخمس ريش، تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية والوسطى، وهي راية الوحدة السورية، بينما أجنحة العقاب ليست بهيئة الهجوم ولا الدفاع، بل في حالة اتزان ويتكون كل جناح من سبع ريش، فيكون المجموع 14 ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة.

ذكر البيان أن هذه التوزيعة الرمزية والمتناظرة بشكل منتظم تؤكد أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة، ويُعد شعار سوريا الجديد عقدًا سياسيًا بصريًا، يربط وحدة الأرض بوحدة القرار.

خمس رسائل

لفت البيان إلى أن الرسائل الخمسة التي يحملها الشعار الجديد تتضمن:

  1. الاستمرارية التاريخية: العقاب ليس انقطاعًا، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.
  2. تمثيل الدولة الجديدة: العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.
  3. تحرر الشعب وتمكينه: تحرر النجوم هو تحرر الشعب.
  4. وحدة الأراضي السورية: إذ يشير ذيل العقاب المكون من خمس ريش إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.

وخلال الحفل لإطلاق الهوية البصرية الجديدة، الذي أقيم في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، إن “الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة”، وإن “التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع”. و”تعبر هذه الهوية عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثًا عن الأمن والمستقبل الواعد، ونعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج”، وفق الشرع.

تضمن الحفل مجموعة من الفعاليات التي غطت المحافظات السورية بأكملها، من خلال أجواء احتفالية بدءًا من العاصمة دمشق في قصر الشعب وساحة الجندي المجهول، اللذين احتضنا عروضًا بصرية مصممة بتقنيات عالية تربط بين الأصالة والمعاصرة، ووصولًا إلى الساحات العامة في المحافظات السورية.

إعادة بناء الهوية

وكان وسيم قدورة، رئيس مجلس إدارة مشروع إعادة بناء الهوية البصرية للجمهورية العربية السورية، قال لعنب بلدي في تصريح سابق، إن عملية إعادة بناء هوية العلامة لأي جهة، سواء كانت شركة أو دولة، تخضع لآليات عمل دقيقة ومعقدة. وأضاف أن هذه العملية تعتمد على دراسات وأبحاث متعمقة تشمل جميع جوانب العمل، بدءًا من تحليل السوق والمنافسين والفئة المستهدفة، وصولًا إلى دراسة سلوك الموظفين والعوامل المؤثرة الأخرى، بهدف الوصول إلى مخرجات ملائمة تعكس هوية الكيان بشكل صحيح.

ويتسم مشروع إعادة بناء الهوية البصرية لسوريا بحساسية ومتطلبات خاصة، كونه يرتبط بمكونات الهوية الوطنية. وبدأت عملية البناء بدراسة شاملة للهوية الحالية، مع تحليل جذورها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وفهم الرموز الوطنية والشعبية التي تشكلت على مر السنين وانعكست في التصاميم البصرية.

مشاركة المقال: