على الرغم من العواقب الوخيمة المحتملة لضعف العظام، يظل وعي الرجال بصحة عظامهم منخفضًا بشكل ملحوظ. كشف استطلاع جديد أجراه "مركز ويكسنر الطبي" التابع لجامعة ولاية أوهايو الأميركية أن 1% فقط من الرجال يعتبرون صحة العظام مصدر قلق صحي، مقارنة بالأمراض الأخرى.
مشكلة صامتة وخطر متصاعد
يصف الدكتور بول لويس، أخصائي الأشعة التداخلية في المركز، هشاشة العظام بأنها "مرض صامت" لا يتم اكتشافه عادةً إلا بعد حدوث كسر مفاجئ. ويضيف: "يبقى المرض خفيًا حتى يُحدث ضجيجًا، وغالبًا ما يكون هذا الضجيج كسرًا في العمود الفقري أو الحوض".
وفقًا للمؤسسة الوطنية لصحة العظام في الولايات المتحدة، هناك مليونا رجل مصابون بهشاشة العظام، بينما يعاني حوالي 16 مليون رجل آخرين من انخفاض كتلة العظام (Osteopenia)، وهي مرحلة تسبق الإصابة الفعلية بالهشاشة.
الرجال في دائرة الخطر
غالبًا ما تخضع النساء لفحوصات الكشف المبكر عن هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، بينما لا يدرك العديد من الرجال أنهم معرضون للخطر ذاته، إلا بعد وقوع إصابات كبيرة. يرتبط فقدان هرمون التستوستيرون مع التقدم في السن بتراجع كثافة العظام، ما يجعل الرجال أكثر عرضة للكسور.
يؤكد الدكتور لويس ضرورة بدء الرجال بمناقشة صحة العظام مع طبيبهم منذ سن الثلاثين، كخطوة استباقية للوقاية من ضعف العظام في المستقبل.
الأولويات الصحية لدى الرجال
أظهر الاستطلاع أن الرجال يضعون السرطان (32%) في صدارة أولوياتهم الصحية، يليه أمراض القلب (30%)، ثم السمنة (18%) والصحة الجنسية (8%). ومع هذه الانشغالات الطبية الملحة، لا يُفكر كثيرون في صحة العظام، ما يؤدي إلى صدمة عند اكتشاف هشاشتها بعد الإصابة.
لماذا يجب أن نقلق؟
يشدد الدكتور لويس على أن الكسر لدى كبار السن قد يكون قاتلًا أو يسبب إعاقة طويلة الأمد، مما يجعل الوقاية ضرورة لا رفاهية. ويضيف: "إن لم تبدأ بممارسة تمارين المقاومة في الثلاثينات أو الأربعينات، فقد تفقد ما يصل إلى 3% من كثافة عظامك سنويًا".
لحسن الحظ، يمكن استعادة صحة العظام من خلال:
- ممارسة الرياضة المنتظمة
- اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين D
- الإقلاع عن التدخين
- تقليل استهلاك الكافيين والكحول
ويقول لويس: "الأنماط الحياتية النشطة تُبقي العظام قوية، وتؤخر تدهورها مع التقدم في العمر".
علاجات حديثة لكسور هشاشة العظام
في حال الإصابة بكسور نتيجة هشاشة العظام، توجد علاجات تداخلية فعالة مثل:
- تقويم الفقرات بالحدبة (Kyphoplasty):
يتم إدخال بالون صغير في الفقرة المكسورة ونفخه لإنشاء تجويف، ثم يُحقن أسمنت العظام لتثبيت الكسر وتخفيف الألم.
- تقويم الفقرات (Vertebroplasty):
يُحقن الأسمنت مباشرة في الفقرة دون استخدام بالون، مما يوفر استقرارًا فوريًا ويخفف الألم.
تُجرى هذه الإجراءات تحت تخدير خفيف باستخدام التصوير الفلوري، وتُعد بديلاً آمنًا وفعّالًا للجراحة المفتوحة، مع فترة تعافٍ قصيرة وعودة سريعة للحركة.