في مدينة الحسكة، ولدت ديانا هساري في عام 2002، وهي فاقدة للبصر، لكن ذلك لم يمنعها من الإحساس بالحياة والشغف بها. على الرغم من عدم قدرتها على الالتحاق بالمدرسة بسبب إعاقتها البصرية، إلا أن هذا الواقع لم يقف عائقًا أمام أحلامها، بل كان دافعًا لها للمضي قدمًا في طريق مختلف.
تقول ديانا إن الموسيقى كانت مصدر عزاء وإلهام لها منذ الطفولة. كانت تقضي ساعات طويلة تستمع إلى أصوات المطربين والعازفين عبر التلفاز، مما أثار بداخلها رغبة قوية في أن تكون جزءًا من هذا العالم الساحر، على الرغم من أنها لم تكن ترى تفاصيله.
رحلة مع البزق… من الطفولة حتى الاحتراف
في لحظة حاسمة من حياتها، قام والدها، الذي تعتبره سندها الأول والداعم الأساسي في مسيرتها، بشراء بزق صغير لها عندما كانت طفلة. من هنا بدأت حكايتها. لم يكن هناك من يعلمها العزف في محيطها، لكنها استمعت إلى حسها الموسيقي واعتمدت على أذنها وإحساسها، وبدأت تدريجيًا في إنتاج ألحان بسيطة، تحسنت مع مرور الوقت والمثابرة.
تقول ديانا: "في البداية لم أكن متمكنة، لكنني لم أستسلم، استمريت بالمحاولة حتى بدأت أشعر بأنني أتقن العزف." وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، بادر والدها مرة أخرى بشراء بزق احترافي أكبر، وسجلها في دورات موسيقية متخصصة لصقل موهبتها. وتضيف: "والدي هو مشجعي الوحيد والدافع الذي جعلني أؤمن أكثر بحلمي."
الموسيقى… صبر، وشفاء، وأسلوب حياة
تبدأ ديانا يومها من الساعة التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا بالعزف والتدريب المتواصل. تعتبر أن الموسيقى لم تعد مجرد هواية، بل أصبحت أسلوب حياة، ومصدرًا للصبر والطاقة والإلهام. وتقول: "الموسيقى تنسيني إعاقتي وتملأ وقتي بالأمل. أصبحت جزءًا مني لا يمكنني الانفصال عنه."
البزق، كما تصفه، لم يعد آلة موسيقية فقط، بل صديقًا وأداة تواصل مع العالم، وجسرًا يربطها بالحياة وبالآخرين من خلال الألحان.
طموح لا يعرف الحدود
تحلم ديانا بأن تصبح فنانة معروفة، تعزف وتغني في المهرجانات، ليس فقط داخل سوريا، بل على المسارح العالمية. وتقول: "أؤمن أن الفن لا يعرف حدودًا، ولا يرى بالعين، بل يُحس بالقلب."
رغم التحديات، تواصل ديانا طريقها بثقة وثبات، وتطمح لأن تكون قصتها مصدر إلهام لذوي الإعاقة وكل من يواجه صعوبات في تحقيق أحلامه. تؤمن أن الإرادة قادرة على كسر الحواجز، وأن الفن هو الحاسة السادسة التي تبصر بها الأرواح.