السبت, 5 يوليو 2025 01:16 AM

حرائق جبل التركمان تتسع نطاقًا وتستدعي استنفارًا وطنيًا شاملًا وسط تحديات ميدانية

حرائق جبل التركمان تتسع نطاقًا وتستدعي استنفارًا وطنيًا شاملًا وسط تحديات ميدانية

لليوم الثاني على التوالي، تتواصل جهود إخماد الحريق الهائل المندلع في أحراج جبل التركمان ومحيط منطقة قسطل معاف، في ظل ظروف ميدانية بالغة الصعوبة وتوسع مستمر في رقعة النيران التي تلتهم مساحات واسعة من الغطاء الحراجي في ريف اللاذقية الشمالي.

أكد حسام زليطو، القائد الميداني في الدفاع المدني السوري، في تصريح لمنصة إعلامية، أن هذا الحريق يُعد من بين الأكثر تعقيدًا وخطورة في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن طبيعة الأرض الوعرة ووجود الألغام ومخلفات الحرب في المنطقة يعيق وصول فرق الإطفاء إلى بؤر النيران، ويشكل تهديدًا لسلامة الطواقم العاملة.

وأوضح أن النيران امتدت على مساحة تتجاوز 20 كيلومترًا، مما أدى إلى قطع بعض الطرق الحيوية، خاصة بين منطقتي البسيط وبيت القصير، وعزل قرى ومزارع مجاورة. وأضاف زليطو أن الرياح النشطة وارتفاع درجات الحرارة ساهما في تسريع انتشار الحريق، ما زاد من صعوبة السيطرة عليه، في وقت تعاني فيه الفرق من بعد مصادر المياه وصعوبة التموين.

وفي السياق ذاته، أفاد الناشط الإعلامي علاء سودا من اللاذقية بأن حجم الحريق "ضخم للغاية"، مضيفًا أن الجهات المحلية بدأت بالفعل في عمليات إجلاء لسكان بعض القرى المتاخمة لمواقع النيران، دون تحديد الأعداد أو أماكن نقل السكان، وسط مخاوف من امتداد الحريق إلى مناطق سكنية قريبة. وأشار سودا إلى أن السلطات التركية بدأت بإرسال آليات إطفاء من معبر كسب للمساعدة في إخماد النيران، نظرًا لاتساع نطاقها.

من جهته، أكد رائد الصالح، وزير الطوارئ والكوارث، أن الوزارة تتابع الوضع الميداني عن كثب بالتنسيق مع الوزارات الأخرى، مشددًا على أن فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي تتعامل مع الحريق منذ يوم أمس، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها.

ولفت الصالح إلى أن منطقة قسطل معاف شهدت توسعًا ملحوظًا في رقعة الحريق مع اشتداد الرياح، ما استدعى إرسال فرق دعم صباح اليوم من محافظات دمشق، حمص، إدلب، حلب، حماة وطرطوس. وأوضح الوزير أن أبرز التحديات الميدانية تشمل وعورة التضاريس، وغياب بنية مجهزة داخل الغابات، وبعد مصادر المياه، بالإضافة إلى خطر الألغام والمخلفات الحربية التي لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا للعاملين في الإطفاء.

وعلى الرغم من حجم التعزيزات والجهود المبذولة، لم يتم تسجيل أي نسبة سيطرة فعلية على الحريق حتى الآن، وتتجه الأنظار إلى الساعات القادمة التي ستكون حاسمة في احتواء النيران ومنع توسعها نحو المناطق المأهولة، وسط مخاوف من أضرار جسيمة قد تلحقها الحرائق في الأرواح والممتلكات.

مشاركة المقال: