السبت, 5 يوليو 2025 01:49 PM

أمل جديد في صوران: مشروع لترميم منازل متضرري زلزال شباط يعيد الحياة

أمل جديد في صوران: مشروع لترميم منازل متضرري زلزال شباط يعيد الحياة

يسترجع أحمد مصطفى عياض بمرارة تفاصيل يوم الزلزال، وكأنه مشهد محفور في الذاكرة لا يزول، قائلاً بصوت يملؤه الأسى: "كان يومًا كيوم القيامة. اهتزت الأرض، وهرب الناس يصرخون ويبكون... من حارتنا وحدها فقدنا 16 شخصًا"، مشيرًا إلى أن ضحايا الزلزال توزعوا بين 7 في البناية المجاورة و8 آخرين في المبنى المقابل لمنزله.

تسبب الزلزال بأضرار بالغة في منزل عياض، مما اضطره للنزوح إلى مخيم في ريف حلب. تشققت الجدران وتحطمت النوافذ، وأصبح المنزل غير صالح للسكن. ولكن بعد عامين ونصف، تمكن عياض من العودة إلى منزله بعد ترميمه من قبل منظمة المهندسين السوريين للإعمار والتنمية بتمويل من مركز الملك سلمان.

في السادس من شباط/فبراير 2023، ضرب زلزالان عنيفان جنوب تركيا وشمال غربي سوريا، بقوة 7.8 و7.5 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى كارثة إنسانية مدمرة. دمر الزلزال مئات المباني في المناطق المحررة سابقًا، مثل جنديرس وأطراف حلب، حيث سُجلت أكثر من 1,100 حالة وفاة في جنديرس وحدها. وكانت جبلة والأحياء الشرقية من بين المناطق الأكثر تضررًا في مناطق سيطرة النظام البائد، حيث سُجلت 283 حالة وفاة في جبلة، مع انهيار ما لا يقل عن 19 مبنى.

في بلدة صوران بريف حلب الشمالي، تضررت عشرات المباني، واضطرت مئات العائلات إلى النزوح والعيش في ظروف قاسية، وسط نقص في الموارد وصعوبات في الترميم الذاتي.

ويقول محمد محمود، أحد المستفيدين من المشروع، لمنصة سوريا 24: "ألحق الزلزال أضرارًا كبيرة بمنزلنا. والحمد لله، قامت المنظمة بإعادة تأهيله، فرشوا الأرض بالبلاط والسيراميك"، مؤكدًا أن منزله عاد كما كان في السابق، بل أفضل.

وفي إطار جهود إعادة الإعمار، تنفذ منظمة المهندسين السوريين للإعمار والتنمية مشروعًا واسعًا لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جراء الزلزال. ويقول جمعة الأحمد، مدير المشروع في صوران: "نعمل على ترميم 720 منزلًا تضررت بشكل خفيف أو متوسط، و55 منزلًا تعرضت لأضرار شديدة".

ويضيف: "في الحالات الصعبة، نقوم بتركيب كرفانات مؤقتة في موقع البناء"، مشيرًا إلى أن المشروع مدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبلغ عدد المنازل التي تم العمل عليها حتى الآن 788 منزلًا، يستفيد منها أكثر من 5 آلاف شخص.

وبحسب الأحمد، يشمل المشروع أيضًا ترميم مسجد عبد الله بن الجراح، وبناء 55 وحدة سكنية نموذجية ستُسلّم لعائلات فقدت مساكنها بالكامل، مع إعطاء الأولوية للأسر الفقيرة والنازحين وضحايا الزلزال الذين لا يمتلكون القدرة على الترميم الذاتي.

من جهته، أوضح فادي الناعس، منسق العمل الإنساني التابع لوزارة الخارجية، أن المشروع جزء من خطة أوسع: "نهدف إلى تأمين عودة آمنة وكريمة للأهالي من خلال ترميم المنازل، ونعمل على سلسلة من المبادرات في مناطق مختلفة لإعادة الاستقرار وتحقيق شروط الحياة الكريمة".

مشاركة المقال: