ثورة رقمية في سوريا: شركات الحوالات تتجه نحو الخدمات المالية الرقمية عبر "شام كاش"

لا تزال العديد من شركات الحوالات والصرافة التي كانت مرخصة في عهد النظام السابق مستمرة في العمل في دمشق والمناطق الأخرى، على الرغم من التغيرات الكبيرة التي شهدتها سوريا بعد سقوط النظام. ويشير رصد "اقتصاد" إلى أن معظم هذه الشركات، بما في ذلك مؤسسات مالية كانت تُعتبر مقربة من النظام، لم تُغلق أبوابها، بل استمرت في تقديم خدماتها. من أبرز هذه الشركات، شركة هرم بيراميد (المعروفة باسم "الهرم")، التي تعتبر من أكبر شركات الحوالات في سوريا ولها عشرات الفروع في دمشق وحلب وبقية المحافظات، فضلاً عن افتتاح فرع جديد لها في إدلب. كما استمرت شركة الفؤاد للصرافة في العمل، رغم تعرضها لأزمة سيولة في بداية مرحلة ما بعد النظام، حيث عادت سريعًا لتسليم الحوالات، رغم أنها تعتمد سعر الصرف في السوق السوداء عند تسليم الحوالات بالليرة السورية.

شراكات جديدة مع "شام كاش"

في خطوة حديثة، قامت بعض الشركات الكبرى مثل هرم و الفؤاد بعقد شراكات مع تطبيق "شام كاش"، المحفظة الرقمية التابعة لبنك شام، الذي تأسس في إدلب منذ عدة سنوات. هذه الشراكة توفر للعملاء إمكانية إجراء تحويلات مالية وإيداعات ودفع الأقساط بشكل رقمي، مما يسهل العملية المالية في ظل الظروف الحالية. كما أبرم تطبيق "يا مرسال"، وهو محفظة تحويل رقمية أخرى، شراكة مماثلة مع "شام كاش" لتوفير خدمات تحويل الأموال بشكل رقمي. ولكن بعض المستخدمين أشاروا إلى أن سعر الصرف المعتمد في التطبيق أقل بشكل كبير مقارنة بالسعر الرسمي.

تحول في سوق الحوالات والصرافة

على الرغم من أن غالبية الشركات في السوق لا تزال تعتمد تسليم الحوالات بالليرة السورية وفقًا لسعر السوق السوداء، إلا أن الشركة السورية الدولية، التي تأسست مؤخرًا من خلال اندماج عدة شركات في الشمال السوري، تقوم بتسليم الحوالات بالعملات الأجنبية مثل الدولار و اليورو و الليرة التركية بسعر السوق السوداء، مما يوفر للمستخدمين المزيد من الخيارات. في الختام، يشير هذا التحول إلى نمو قطاع الحوالات الرقمية في سوريا، وتزايد الاعتماد على المحفظات الرقمية مثل "شام كاش" و "يا مرسال"، حيث يسعى المواطنون للتكيف مع واقع اقتصادي معقد والتخفيف من الاعتماد على الأساليب التقليدية في التعاملات المالية.