في سردية متجددة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، أطلقت الجمهورية العربية السورية هويتها البصرية الجديدة. ترتكز هذه الهوية في جوهرها على العلاقة الوثيقة بين المجتمع والدولة، وتؤكد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وتعزز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تتجاوز الهوية البصرية الجديدة لسوريا مجرد الخطوط والصور والألوان والرموز، لتصبح مشروعاً وطنياً يهدف إلى تأسيس مرحلة جديدة في تاريخ سوريا. وتسعى الهوية الجديدة لتجاوز الصور البصرية التي عمل النظام السابق على تكريسها كأداة سياسية، وتحويلها إلى هوية بصرية تبعث الفخر والاعتزاز في نفوس السوريين، وتجعلهم شركاء فاعلين في بناء مستقبل وطنهم.
وقد تجلى ذلك بوضوح في كلمة الرئيس أحمد الشرع خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة، حيث أكد أن "الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع". كما أشار إلى أن "الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج".
عكست الاحتفالات الشعبية التي عمت مختلف المناطق السورية مدى حاجة الشعب إلى هوية تمثله وتعكس صورته الحقيقية، بعيداً عن الرؤى الفردية التي تتجاهل هموم وآمال المواطنين. وقد أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أن الهوية البصرية الجديدة لسوريا تعبر عن شعب ينهض من جديد بمختلف أطيافه ومكوناته، وتعكس التنوع الحقيقي لهذا الشعب.
منذر عيد