تشهد مناطق ريف اللاذقية الشمالي منذ يوم الخميس الماضي سلسلة حرائق واسعة النطاق، تتصدرها الحرائق في ناحية قسطل معاف. وقد أدت هذه الحرائق إلى تدمير مساحات شاسعة من الغابات وإلحاق أضرار جسيمة بالغطاء النباتي.
أوضح القائد الميداني في الدفاع المدني السوري، حسام ظليطو، في تصريح لمراسلة سانا، أن الظروف المناخية الصعبة تلعب دوراً كبيراً في انتشار النيران. وتشمل هذه الظروف سرعة الرياح التي تتجاوز 60 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع نسبة الجفاف، بالإضافة إلى كثافة الغابات وعدم وجود فواصل حماية بين المناطق.
وأكد ظليطو أن فرق الإطفاء والدفاع المدني تبذل قصارى جهدها بكل الإمكانيات المتاحة، وتستخدم آليات ثقيلة وجرافات لفتح طرق تسهل الوصول إلى مواقع النيران. ومع ذلك، فإن التضاريس الوعرة للمنطقة وصعوبة الوصول إلى مصادر المياه تجعل المهمة صعبة للغاية.
كما أشار إلى أن انفجار مخلفات الحرب يزيد من خطورة الوضع، مع استمرار الحرائق لليوم الثالث. وقد تمكنت الفرق من السيطرة على بعض المواقع، بينما لا تزال مواقع أخرى مشتعلة بسبب الرياح المتقلبة.
وأضاف ظليطو أن المنطقة المتضررة تضم غابات صنوبر كثيفة، مما تسبب في تحول الحريق إلى حريق تاجي سريع الانتشار، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليه. وأكد أن الجهات المعنية تواصل جهودها على مدار الساعة للحد من انتشار النيران وحماية ما تبقى من الغطاء الأخضر في المنطقة.
في سياق متصل، قامت مؤسسة مياه اللاذقية بتعبئة كوادرها الفنية والهندسية لتأمين مضخة مياه لاستخدامها في سحب المياه، وذلك بهدف دعم فرق الإطفاء العاملة في منطقة جبل التركمان منذ ثلاثة أيام.
وذكر المكتب الإعلامي لمؤسسة المياه في تصريح لمراسلة سانا أنه تم اليوم تعبئة أكثر من 300 إطفائية. وتأتي هذه الخطوة في إطار التنسيق المشترك بين الجهات الخدمية في المحافظة للمساهمة في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في المنطقة، وتوفير الإمكانيات المتاحة لتسريع عمليات الإخماد والحد من انتشارها.
وأكدت مؤسسة المياه استمرار التعاون وتقديم الدعم الكامل لفرق الإطفاء والدفاع المدني حتى الانتهاء من عمليات الإطفاء.