السبت, 19 يوليو 2025 03:58 PM

أزمة جفاف في ألمانيا: نهر إلبه يسجل أدنى مستوياته منذ سنوات والملاحة مهددة

أزمة جفاف في ألمانيا: نهر إلبه يسجل أدنى مستوياته منذ سنوات والملاحة مهددة

يشهد نهر إلبه في ألمانيا انخفاضًا حادًا في مستويات المياه، وهو الأدنى منذ سنوات، نتيجة للجفاف الذي ضرب المنطقة خلال فصل الربيع وشح الأمطار في شهر حزيران. وقد أدى ذلك إلى صعوبات بالغة في الملاحة النهرية في بعض المناطق.

أوضح تيلمان تريبر من مكتب إدارة المجاري المائية والملاحة (WSA) في لاونبورغ أن المقطع المعروف بـ "المسار 9" بين دوميتس وهيتساكر هو الأكثر تضررًا، حيث وصل عمق المجرى المائي إلى 50 سم فقط، وهو مستوى ضحل للغاية. وأضاف أن الملاحة فوق نقطة التقاء نهر إلبه مع قناة إلبه-لوبيك أصبحت شبه مستحيلة، حتى بالنسبة للقوارب الصغيرة التي غالبًا ما تعلق على الضفاف الرملية.

تُظهر الخرائط أن معظم مناطق شمال ألمانيا، باستثناء بعض المناطق الساحلية، تعاني من انخفاض في مستويات المياه. وأكد المركز الهيدرولوجي في ولاية ساكسونيا السفلى (NLWKN) أن بعض النقاط سجلت مستويات قياسية منخفضة. فعلى سبيل المثال، سجلت محطة "نوي دارتشاو" منسوبًا قدره 83 سم فقط هذا الأسبوع، بينما المعدل الطبيعي هو 2.42 متر. ويُعد هذا من بين أدنى عشرة قياسات تاريخية، علمًا بأن المستوى الأدنى على الإطلاق سُجل في أيلول 2018 عند 63 سم.

في المقابل، لا توجد قيود على الملاحة في نهر "فيزر" الأوسط، وذلك بفضل التحكم بمستوى المياه عبر السدود والأقفال. وأرجع تريبر هذه الظاهرة إلى شتاء جاف وغياب الثلوج الكافية، مما قلل من المياه الذائبة التي تغذي النهر وروافده. وأشار إلى أن الأمطار المتفرقة غير كافية لتحسين الوضع، وأن المنطقة بحاجة إلى هطولات مطرية مستمرة ومستقرة.

في ميناء القوارب الرياضية في "هيتساكر"، ترسو بعض السفن على بعد سنتيمترات قليلة من القاع. ودعا رئيس الميناء، راينر بيلر، مالكي القوارب إلى الامتناع مؤقتًا عن الدخول للمرفأ، بسبب خطر عدم تمكنهم من المغادرة مجددًا، مؤكدًا أنه لا يمكنهم ضمان الدخول أو الخروج في هذه الظروف.

كما توقفت بعض خدمات العبارات، أبرزها العبّارة "تانيا" في "نوي دارتشاو"، بسبب انخفاض المياه. وبين "بليكيده" و"نوي بليكيده"، لا تزال العبّارة تعمل، لكن الشركة المشغّلة نبّهت إلى عدم القدرة على نقل الآليات الثقيلة حاليًا.

أعرب صيادو نهر إلبه عن قلقهم من الوضع، خاصة فيما يتعلق بتجفف الروافد الصغيرة، كما أشار الصياد إيكهارد بانز من "هونستورف". وأكّد زميله كريستيان كوتكه من "غورليبن" أن مستويات الأوكسجين في النهر تشهد تراجعًا خطيرًا، خصوصًا قرب ميناء هامبورغ، ما يشكّل تهديدًا لأسماك الهجرة القادمة من بحر الشمال. ورغم ذلك، طمأن المركز البيئي في ساكسونيا السفلى بأن الجزء السفلي من نهر إلبه لا يشهد في الوقت الراهن تهديدًا مباشرًا للأسماك، مع الاستمرار في مراقبة جودة المياه بشكل دوري.

مشاركة المقال: