الأحد, 6 يوليو 2025 10:23 PM

من قلب الأزمة.. كيف وحدت حرائق اللاذقية السوريين في مواجهة النيران؟

من قلب الأزمة.. كيف وحدت حرائق اللاذقية السوريين في مواجهة النيران؟

لم تكن حرائق اللاذقية التي اندلعت هذا الأسبوع مجرد كارثة طبيعية قضت على مساحات خضراء واسعة، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لما تبقى من حسّ وطني وتكاتف بين السوريين، بعد سنوات من الانقسام والتباعد.

سناك سوري-دمشق

عبر منصات التواصل الاجتماعي، تجلى بوضوح أن الأحداث في الساحل السوري لم تُقرأ كمجرد حدث محلي، بل كمأساة وطنية هزت مشاعر السوريين في مختلف المناطق، من إدلب إلى حماة. وكما ألهبت النيران رماد الجبال، أطلق سوريون حملات تضامن واسعة، وأرسلوا صهاريج وآليات ومتطوعين، ونشروا صوراً لفرق الإطفاء المنهكة، وكأنها صورة مصغرة لوطن بأكمله يئن تحت وطأة النيران.

في الميدان، واصلت فرق الدفاع المدني عملها لليوم الرابع على التوالي، في ظل تضاريس وعرة ودرجات حرارة خانقة. وفي الخلفية، كانت البلاد بأسرها تراقب الدخان المتصاعد، وتدعو أن يتوقف اللهب، ليس فقط لأنه يلتهم الأشجار، بل لأنه يذكرهم بأن مصيرهم ما يزال واحداً.

في منشور له على الفيسبوك، وجه “رامي” نداءً إلى جميع السوريين لتقديم المساعدة، قائلاً: «يلي بيقدر يطلع يساعد شباب الدفاع المدني يطلع يلي عندو صهريج مي، تركس نحن بأمس الحاجة الك». أما “جورج”، الذي حوّل صفحته إلى منصة لتنسيق عمليات الاستجابة، فطالب يوم السبت بإرسال أي فرش إضافية لتأمين مأوى للنازحين من قراهم بسبب النيران، في مسبح الوليد بمدينة اللاذقية.

وفي منشور آخر، طلب 10 متطوعين لمرافقة الدفاع المدني، وبعد أقل من ساعة، كتب تحديثاً: «مشي الحال يا شباب وطلعنا»، وأضاف كلمات شكر للجميع مع صورة تظهر الإرهاق الذي يعانيه المتطوعون وعناصر الدفاع المدني في ريف اللاذقية الشمالي.

وتجاوزت المبادرات محافظة اللاذقية، حيث قدم أشخاص من مارع ومعرة النعمان ودوما صهاريج مياه وآليات للمساعدة في إخماد الحرائق في الساحل السوري.

“أحمد”، الذي خصص صفحته منذ بدء الحريق يوم الخميس لطلب المساعدة والتطوع مع فرق الدفاع المدني، تحدث في منشور له عن خروجه مع صديق له من طائفة أخرى، بهدف المساعدة فقط، متحدياً كل من يسعى إلى إثارة الفتنة بين السوريين، وقال: «ربينا سوا و رح نموت سوا .. و انا لاذقاني معتر قبل ما اعرف شو طائفتي … و قبل ما اعرف شو ديني ».

وعبر مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يستمر العمل على الربط بين المستجيبين لنداء المساعدة والمتطوعين على الأرض. وأشارت إحدى المسؤولات عن هذه المجموعات إلى أن الاستجابة شملت شباباً من مدن وقرى عديدة مثل صوران والسلمية ودوما وإدلب.

يواصل عناصر الدفاع المدني وفرق الإطفاء ومتطوعون محليون عمليات الإخماد منذ يوم الخميس، فيما انضمت فرق تركية يوم أمس الأحد، ووصلت فرق أخرى من الأردن صباح اليوم لتقديم المساعدة، في ظل استمرار النيران بالاشتعال بسبب الأحوال الجوية وصعوبة التضاريس.

مشاركة المقال: