الأحد, 6 يوليو 2025 10:28 PM

الهوية البصرية السورية الجديدة: أبعاد سياسية واقتصادية ورسالة انفتاح على العالم

الهوية البصرية السورية الجديدة: أبعاد سياسية واقتصادية ورسالة انفتاح على العالم

أثار الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية اهتماماً واسعاً في الأوساط الإعلامية العربية والدولية. لم يُنظر إلى هذا الإعلان على أنه مجرد تغيير شكلي، بل كخطوة استراتيجية ذات أبعاد سياسية ودبلوماسية تهدف إلى إعادة تموضع سوريا على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعكس انطلاقتها نحو مستقبل أكثر قوة وتوازناً.

صحيفة "الشرق" القطرية اعتبرت الهوية البصرية السورية بمثابة عقد وطني بين الحكومة والشعب، ومؤشراً قوياً على العودة التدريجية لسوريا إلى المشهد الدولي بصورة أكثر انفتاحاً واتزاناً. كما أنها تمثل محاولة لإعادة تقديم صورة سوريا بعيداً عن تداعيات الحرب، والانتقال إلى مرحلة الدولة الحديثة، مع التركيز على الاستقرار والانفتاح. وهذا ما أكدته أيضاً صحيفة "الوطن" السعودية، التي أشارت إلى أن إطلاق الهوية البصرية الجديدة يمثل مبادرة ناعمة لتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي.

من جهتها، أوضحت إذاعة "مونت كارلو" الدولية أن الهوية البصرية السورية الجديدة تدعم الجهود الدبلوماسية السورية الرامية إلى الخروج من العزلة التي فرضها النظام البائد. وهي بالتالي رسالة واضحة للعالم بأن سوريا تسعى إلى ترسيخ صورة جديدة أقل ارتباطاً بالماضي وأكثر انفتاحاً على الشراكات الدولية. في حين ذكرت شبكة "CCN" عربي أن هذه الهوية تمهد الطريق لبناء صورة ذهنية جديدة عن الدولة السورية في المحافل الدولية، كوجهة جاذبة للاستثمار والسياحة.

وفي السياق ذاته، بينت صحيفة "الإندبندنت" عربي أن الهوية البصرية أصبحت اليوم أداة مؤثرة في العلاقات الدولية، تتجاوز مجرد تصميم شعار أو ألوان وطنية، لتصبح عنصراً من عناصر "القوة الناعمة" التي تستخدمها الدول لتحسين صورتها الخارجية، وتسهيل حضورها في المحافل الدولية، وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. وأضافت أن الهوية البصرية تعكس لغة الدولة غير المنطوقة، وتستخدم لتكوين انطباع ذهني متكامل عن قيمها وتاريخها وطموحاتها المستقبلية. وعندما تطلق دولة ما هوية بصرية جديدة، فإنها تبعث برسالة سياسية واضحة مفادها أنها تدخل مرحلة جديدة، تسعى فيها إلى إعادة صياغة صورتها أمام العالم، سواء بعد تحولات سياسية أو كجزء من استراتيجية تنموية.

وقد أثبتت تجارب دول عدة، مثل السعودية عبر "رؤية 2030"، وقطر من خلال الهوية المتجددة قبل كأس العالم 2022، أن الهوية البصرية تلعب دوراً ملموساً في تحسين العلاقات الدولية، من خلال جذب الاستثمارات، وتسهيل التعاون الثقافي والدبلوماسي، وفتح قنوات جديدة للحوار مع الشعوب الأخرى.

محمد رعد

مشاركة المقال: