الثلاثاء, 8 يوليو 2025 12:22 AM

سوريا تنتهج دبلوماسية جديدة: من سياسة المحاور إلى تصفير المشاكل

سوريا تنتهج دبلوماسية جديدة: من سياسة المحاور إلى تصفير المشاكل

لا شك أن الدبلوماسية المتوازنة التي تبنتها الإدارة السورية الجديدة، منذ توليها السلطة في البلاد قبل نحو ثمانية أشهر عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، ساهمت بشكل كبير في انفتاح البلاد على العالم. تمثل هذا الانفتاح محاولة لكسر الصورة النمطية التي رسمها النظام السابق، والتي ارتكزت على سياسة المحاور وخلق التوترات في المنطقة.

لقد شكلت الزيارات التي قام بها الرئيس أحمد الشرع ومسؤولو الإدارة الجديدة لبنة أساسية في رسم صورة مختلفة لممارسات النظام السابق، وذلك من خلال السعي إلى بناء علاقات بناءة مع مختلف الأطراف عربياً وإقليمياً وعالمياً. وقد لاقى هذا التوجه ترحيباً واسعاً ودعماً من القوى المحبة للسلام والاستقرار، ونجح إلى حد بعيد في تحقيق إنجازات ملحوظة عبر ديناميكية سياسية لم تشهدها سوريا من قبل.

رسائل الطمأنة التي وجهها الرئيس الشرع، منذ اللحظات الأولى لتسلمه مهامه، إلى دول الإقليم لعبت دوراً مهماً في رسم دبلوماسية سورية جديدة تقوم على الحوار، واستعادة الثقة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بعيداً عن التجاذبات والاصطفافات الإقليمية.

وقد ترجمت هذه الجهود من خلال حراك دبلوماسي مكثف قاده وزير الخارجية أسعد الشيباني، عبر زيارات لعواصم عربية وعالمية، إضافة إلى المشاركات الرسمية في المنتديات الدولية التي تحضر سوريا في بعضها لأول مرة. ونتيجة لذلك، نجحت دمشق في تغيير مسارها السياسي الخارجي، وتبني منهج تصفير المشكلات الإقليمية والدولية، على الرغم من الإرث السياسي الثقيل الذي خلفه النظام المخلوع على مدى عشرات السنين، إضافة إلى التحديات الداخلية والخارجية.

سياسات الحكم الجديد دفعت مختلف دول العالم إلى تأييد مسيرة سوريا الجديدة، وتجلى ذلك عبر اتفاقيات وقعتها دمشق في ميادين مختلفة، ولا سيما السياسية والاقتصادية، إضافة إلى قطاع الخدمات من طاقة واتصالات. هذا بالإضافة إلى زيارات قامت بها عشرات الوفود الإقليمية والعربية والدولية إلى دمشق، وما أسفرت عنه من عودة سوريا إلى الواجهة العالمية، سواء عبر إعادة العلاقات الدبلوماسية أو التوصل إلى توافقات سياسية مهمة حيال أغلب المسائل ذات الاهتمام المشترك.

ولا بد من الإشارة إلى أن من ثمار النهج الجديد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية التي فرضت على سوريا لمعاقبة النظام السابق على جرائمه بحق السوريين خلال الثورة التي اندلعت عام 2011 واستمرت نحو 14 عاماً، قدم خلالها أبناء هذا البلد تضحيات جسام من أجل الوصول إلى دولة جديدة تحفظ كرامة جميع مواطنيها وحقوقهم التي لطالما سلبها النظام المخلوع بشتى الوسائل.

مشاركة المقال: