يستمر الدعم الشعبي الواسع النطاق لريف اللاذقية من قبل أبناء المجتمع الأهلي في مختلف المحافظات السورية، حيث تدخل الحرائق الحراجية يومها الخامس. وتجري هذه الجهود في ظل تضاريس جبلية صعبة وظروف ميدانية معقدة، وذلك لمؤازرة فرق الإطفاء والدفاع المدني.
أكد مازن هنيدي، منسق فريق "لاذقيون"، لصحيفة الحرية أن "شباب تنسيقية اللاذقية، بالتعاون مع وحدة تنسيق الدعم، يعملون ليل نهار ضمن حملة برداً وسلاماً، لتأمين المياه والاحتياجات الأساسية للأهالي، دعماً لجهود إخماد الحرائق." وأضاف: "استجبنا لنداء الأهالي، ووزّعنا المياه وصهاريج الدعم اللوجستي، إلى جانب تجهيز دفعات متتالية من السلل الغذائية التي بدأنا بإيصالها إلى المتضررين في الريف الشمالي."
وأشار هنيدي إلى أن هذه المبادرات "ليست إلا واجباً إنسانياً ورسالة محبة من أهل اللاذقية لأرضهم"، مشيداً بتكاتف الجهود مع فرق الطوارئ والكوارث في الوزارة، وبدعم عربي ودولي من فرق إطفاء من تركيا ولبنان والأردن، إلى جانب مساهمات الجمعيات المحلية والمتطوعين.
وفي إطار هذه الفزعة الوطنية، انطلقت قوافل دعم من عدة مناطق سورية، من بينها قارة والنبك ويبرود في ريف دمشق، محمّلة بصهاريج المياه والمساعدات الغذائية والطبية، بالتنسيق مع قيادة المنطقة في النبك ويبرود، وإدارة الطوارئ والكوارث في اللاذقية، ضمن حملة استغاثة عاجلة أطلقها الأهالي لتلبية احتياجات المناطق المنكوبة.
وفي تصريح خاص لـصحيفة الحرية، قال رشيد ريا، عضو مجلس إدارة جمعية "إيلاف" في النبك: "قافلتنا التي انطلقت من قارة والنبك ويبرود ما زالت تتابع طريقها إلى قرى الساحل، محمّلة بتبرعات الأهالي الذين هبّوا كجسد واحد لتلبية نداء الواجب، نعتبر هذه الفزعة واجباً وطنياً وأخلاقياً يعكس أصالة السوريين."
ولم يقتصر الدعم على المساعدات اللوجستية، إذ لعبت الجمعيات الطبية دوراً إسعافياً مسانداً، حيث أوضح الدكتور علي علي، عضو جمعية "رايا"، أن "الفرق الطبية المرافقة قدّمت خدمات علاجية للمصابين بالحروق، شملت تغيير الضمادات وتوزيع الكريمات والأدوية، إلى جانب رعاية النساء الحوامل اللواتي تعرضن للاختناق أو استنشاق الدخان." وأضاف: "طمأنّا النساء وأبلغناهن بإمكانية مراجعة عيادات رايا في أي وقت لمتابعة أوضاعهن الصحية، وسنستمر بتقديم الرعاية اللازمة."
وامتدّت حملات الدعم لتشمل محافظات أخرى، مثل إدلب وحلب ودمشق، حيث أطلقت مبادرات شبابية وجمعيات أهلية حملات لجمع التبرعات وتوفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين، في صورة مشرّفة للتكافل والتلاحم الوطني.
ميدانياً، تواصل منظومة الإسعاف والطوارئ في اللاذقية عمليات الإجلاء وتقديم الإسعافات الأولية في القرى المتضررة، وسط تنسيق عالٍ مع الدفاع المدني وكافة الجهات الفاعلة في المحافظة.
ويجمع الأهالي على أن ما يشهده الريف من تضامن شعبي ورسمي، محلي وخارجي، يجسّد أسمى صور الوحدة الإنسانية، ويمنحهم القوة للاستمرار في مواجهة النيران، مردّدين دعاءهم الواحد: "اللهم برداً وسلاماً على أهلنا وعلى أرضنا."
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية