الأربعاء, 9 يوليو 2025 07:59 PM

تباينات حول غزة وإيران: خلافات ترامب ونتنياهو تطفو على السطح في عشاء البيت الأبيض

تباينات حول غزة وإيران: خلافات ترامب ونتنياهو تطفو على السطح في عشاء البيت الأبيض

على الرغم من ترشيح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لجائزة نوبل للسلام، إلا أن سياسات نتنياهو لا تخدم مساعي ترامب لتحقيق هذا الحلم، الذي يطمح إليه منذ ولايته الأولى، بوصفه "صانعاً للسلام".

كان ترامب يأمل في أن يمنحه نتنياهو هدنة لمدة شهرين في غزة، الأمر الذي كان من شأنه تعزيز فرصه في الوصول إلى أوسلو. وقد رشح العديد من الشخصيات ترامب للجائزة، كان آخرهم الحكومة الباكستانية، تقديراً لدور البيت الأبيض في وقف حرب الأيام الأربعة مع الهند في مايو الماضي.

كشف العشاء الذي جمع ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض عن خلافات بشأن أزمات المنطقة، من غزة إلى إيران. ولا يزال وقف إطلاق النار في غزة معلقاً بالمفاوضات الجارية في الدوحة، مع الأمل في أن يتمكن المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، الذي سيشارك في المفاوضات لاحقاً هذا الأسبوع، من تذليل العقبات المتبقية.

تحدث ترامب بإيجابية عن "حماس"، قائلاً إنها "تريد وقفاً لإطلاق النار"، بينما جدد نتنياهو طرح فكرة نقل سكان غزة إلى الخارج، ليجدوا "مستقبلاً أفضل" في الدول المستعدة لاستقبالهم. وأشاد ترامب بـ "المساعدة التي تقدمها الدول المحيطة في هذا الشأن".

بينما يسعى ترامب إلى وقف إطلاق النار في غزة، تمهيداً لإطلاق مسارات دبلوماسية في المنطقة، بما في ذلك التطبيع بين السعودية وإسرائيل، يصر نتنياهو على الجمع بين مواصلة الحرب والتطبيع في آن واحد. وهذا يعزز الانطباع بوجود تباين في الرؤى الأميركية والإسرائيلية لمستقبل الشرق الأوسط.

يعتقد ترامب أن مسار التطبيع يتطلب على الأقل وقف الحرب في غزة، لتحقيق المطالب السعودية بتأسيس مسار سياسي موثوق يؤدي إلى الدولة الفلسطينية. أما نتنياهو فيرى أن الحرب الإسرائيلية والضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية قد أتاحت "فرصاً" تجعل الدولة الفلسطينية خارج أي نقاش، وتستند إلى التوازنات الجديدة في المنطقة.

بالنسبة لإيران، يرى ترامب أن العمل العسكري قد أدى دوره، وأن الوقت قد حان للدبلوماسية بعد إرجاع البرنامج النووي "سنتين إلى الوراء"، ويتوقع العودة إلى طاولة المفاوضات الأسبوع المقبل. ويبدو أن هذا يقطع الطريق على رغبة نتنياهو في توجيه المزيد من الضربات الإسرائيلية لإيران، كما صرح وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، قبل ساعات من زيارة نتنياهو.

بالتوازي مع المباحثات في البيت الأبيض، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، لا يعارض قدوم مستثمرين أميركيين إلى إيران. وأبدى ترامب رغبته في رفع العقوبات عن إيران "في الوقت المناسب".

تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن المسؤول الأميركي السابق، دنيس روس، أن "ترامب يريد أن يُنظر إليه على أنه صانع سلام، ويعرف كيف يستخدم الرافعات للترويج للاتفاقات". ويضيف: "لا توجد استراتيجية شاملة، لكن ترامب يستفيد من الأفضلية التي وفرتها الأعمال العسكرية الإسرائيلية".

من غزة إلى سوريا ولبنان وإيران، يسعى ترامب إلى إقناع نتنياهو بأن الحروب ليست وحدها الكفيلة بتغيير الشرق الأوسط، وأن الدبلوماسية يمكن أن تحقق ما تعجز عنه الأسلحة. ولكن ليس مضموناً أن ينجح ترامب في مسعاه.

أخبار سوريا الوطن١-النهار

مشاركة المقال: