أقر مجلس إدارة منظمة "ألف" برنامجاً لحماية التراث الثقافي السوري بميزانية أولية قدرها 5 ملايين دولار أمريكي لمدة عامين. وتأتي هذه المبادرة في أعقاب زيارة قامت بها المديرة التنفيذية لمؤسسة "ألف"، فاليري فريلاند، إلى سوريا في نيسان الماضي. خلال الزيارة، تفقدت فريلاند مواقع في دمشق وحلب وحمص وقلعة الحصن، وعقدت مناقشات معمقة مع المدير العام للآثار والمتاحف، الدكتور أنس حجّ زيدان، وممثلين عن منظمات غير حكومية.
سيدعم هذا البرنامج الجديد حماية وترميم المواقع الأثرية والمعالم والأحياء التاريخية والمباني الدينية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المتاحف ومجموعاتها، والتدريب والتبادل بين المتخصصين في التراث. وأبدت مؤسسة "ألف" والمديرية العامة للآثار والمتاحف استعدادهما للعمل معاً على ترميم مجموعات موقع تدمر الأثري، وإعادة تأهيل المتحف، وتثبيت عدد من آثار المواقع المتضررة.
يحظى موقع تدمر بأهمية رمزية بالنسبة لمنظمة "ألف"، حيث كان الدمار الذي لحق بالموقع عام 2015 حدثاً رئيساً أفضى إلى تأسيس المؤسسة عام 2017. ويستند هذا البرنامج الجديد إلى التزام "ألف" المستمر تجاه سوريا منذ عام 2019، حيث خصصت حتى الآن 3 ملايين دولار أمريكي لدعم 18 مشروعاً، بما في ذلك إعادة تأهيل متحف الرقة ومجموعاته، والتدخلات الطارئة في حلب وقلعة الحصن عقب زلزال عام 2023.
من خلال هذا الالتزام، تسعى "ألف" جاهدةً إلى المساهمة في جعل التراث الثقافي السوري الغني ركيزةً لإعادة إعمار البلاد، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، والحوار من أجل السلام. يشار إلى أن "ألف" هي الحروف الأولى اللاتينية لاسم التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، وتمثل أيضاً الحرف الأول من أبجدية اللغة العربية، وهي منظمة تأسست بهدف العمل لمصلحة التراث الثقافي في مناطق النزاع من خلال برنامج مساعدات يمكّنها من أن تكون مرنة وسريعة الاستجابة. تتمثل مجالات هذه المنظمة في الحماية الوقائية للحدّ من مخاطر التدمير، والإجراءات الطارئة لضمان أمن التراث، وأعمال ما بعد النزاعات لإتاحة الفرصة للسكان المحليين لإعادة التمتع بتراثهم الثقافي.