الخميس, 10 يوليو 2025 11:08 PM

خطاب وزير الثقافة السوري يثير جدلاً واسعاً: ماذا لو كان ممدوح عدوان وحيدر حيدر وعبد العزيز الخير بيننا؟

خطاب وزير الثقافة السوري يثير جدلاً واسعاً: ماذا لو كان ممدوح عدوان وحيدر حيدر وعبد العزيز الخير بيننا؟

كيف كان سيكون رد “حيدر حيدر” صاحب “وليمة لأعشاب البحر” على خطاب وزير الثقافة لو كان حياً؟ وهل كان “ممدوح عدوان” سيكتفي بالصمت ونشر مقطع من كتابه “حيونة الإنسان”؟ وماذا لو لم يغيّب نظام الأسد “عبد العزيز الخير”، كيف كان سيتعامل مع تلك التصريحات، ربما بمنظار نضاله الطويل من أجل وطن يتسع للجميع؟

سناك سوري-دمشق

في تسجيل قصير يحمل شعار “سناب شات”، تحدث وزير الثقافة السوري محمد صالح بعبارات اعتبرها الكثيرون فجة، وغلب عليها التعميم الطبقي والفوقية الاجتماعية، مما أثار انتقادات واسعة من مثقفين وناشطين وحقوقيين، رأوا في حديثه استخفافاً بتاريخ السوريين وكرامتهم، وتقويضاً لمفهوم الثقافة كفضاء للعدالة.

الصحفية في موقع العربي الجديد، “جلنار العلي”، تساءلت في منشور لها: «ألا ينطبق ما تحدث عنه السيد الوزير على كافة مكونات وطوائف الشعب السوري؟ ألا توجد في كل طائفة طبقتان، طبقة مسحوقة وأخرى استفادت من النظام وارتشت؟». وانتقدت “العلي” طريقة وصف الشرف، قائلة: «لقد اكتشفت أن زوج المرأة التي كانت تساعد والدتك شريفاً لأن زوجته تعمل في المنازل، حسناً، ضحايا الساحل السوري الذين كانوا يعيشون في منازل غير صالحة للمعيشة ويعيشون تحت خط الفقر المدقع، شرفاء إذاً وفقاً لنظريتك أليس كذلك؟ إذاً أين حقوقهم وأين قاتليهم؟»

كما وجهت “العلي” تساؤلات مباشرة للوزير حول التعميم على طائفة معينة، قائلة: «هل حددت هذه الطائفة بشريف فقير، أو مجرم غني؟ ماذا عن المحامين والأطباء والمهندسين والصيادلة والمعلمين والأدباء والمثقفين، الذين يعيشون بمستوى مادي جيد في هذه البلاد بجدهم وتعبهم؟ هل هم حالات شاذة؟ أم أن شهاداتهم وأعمالهم تنضوي تحت بند الإجرام أيضاً؟»

واختتمت بالاستشهاد بالنص الدستوري: «ورغم كل الانتهاكات والمخالفات الدستورية سنذكرك بأن البند الثاني من المادة السابعة من يقول: “تلتزم الدولة بتحقيق التعايش والاستقرار المجتمعي وتحفظ السلم الأهلي وتمنع أشكال الفتنة والانقسام وإثارة النعرات والتحريض على العنف”».

من جهته، انتقد الناشط أنس جودة تصريحات الوزير، معتبراً أن خطابه يحمل منظوراً إقصائياً يتعامل مع الريف السوري بشكل دوني، مضيفاً: «قصر النظر لا يستطيع أن يرى أناساً محترمين خارج المنظور التاريخي الساقط الذي كان يرى في الريف كله إما خادماً في البيوت و فلاحاً في الحقل أو قاطع طريق». وخلص “جودة” إلى أن كلام الوزير يمثل عداءً للشعب.

أما الناشطة حنين أحمد، فقد كتبت عبر حسابها الشخصي أنها سترفع دعوى قضائية على وزير الثقافة في حال وجود دولة وقضاء محترم، معبرة عن شعورها بالعار من تمثيله لوزارة في بلدها.

وطالب ناشطون وزير الثقافة بتقديم اعتذار أو الاستقالة، داعين إلى ترك الخطابات الطائفية وتجريمها.

مشاركة المقال: