مع الثقة والإصرار على تجاوز العقبات التي أعاقت تحسين الوضع الاقتصادي، تشير المؤشرات الدولية إلى نمو في الناتج المحلي السوري، مع توقعات إيجابية تقارب 1%. هذا التغيير، مقارنة بالكوارث الاقتصادية التي شهدتها البلاد قبل أشهر، يعكس جهودًا كبيرة ومتواصلة نحو التعافي والانتعاش الاقتصادي، وإعادة إحياء طرق التجارة الإقليمية والدولية.
كشفت مصادر في الحكومة السورية عن اتفاق تجاري هام ينهي العمل بنظام الترانزيت عند المعابر الحدودية، مما يسمح بمرور البضائع مباشرة من دول إقليمية مثل تركيا إلى دول مثل الأردن والسعودية والإمارات وقطر وغيرها من دول الخليج.
أوضحت المصادر أن استئناف النقل البري بين تركيا وسوريا لا يقتصر على تنشيط التجارة الثنائية، بل يعزز موقع البلدين في شبكة التجارة الإقليمية، خاصة في إطار "الممر الأوسط" الذي يربط أوروبا بآسيا، والذي يعتبر بديلاً استراتيجيًا للممر الشمالي عبر روسيا.
إحياء التجارة والنقل البري الدولي
أعلنت الهيئة العامة السورية للموانئ البرية والبحرية في 28 حزيران عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة النقل والبنية التحتية التركية، بهدف تفعيل التعاون في مجال النقل البري الدولي للركاب والبضائع، وتسهيل حركة المرور وعبور الشاحنات بين البلدين، مما يسمح بنقل البضائع مباشرة عبر المعابر الحدودية بين الجانبين دون الحاجة إلى عمليات تفريغ وتحميل (ترانزيت) على الحدود.
شاحنات تركية تدخل عبر المعابر السورية وإعادة تأهيل الطرق الحيوية مثل الـ إم4 والـ إم5 وربطها بالموانئ البحرية
وصف الاتفاق بأنه "نعمة.. يفتح آفاقًا جديدة لحركة البضائع والسلع وينعش شرايين التجارة الإقليمية التي كانت راكدة لسنوات" ويشكل بوابة لمرحلة جديدة من التبادل تخدم مصالح شعبي البلدين والمنطقة ككل.
يمثل هذا الاتفاق خطوة هامة تسهم في إعادة تفعيل عمليات النقل البري المتوقفة بين الجانبين، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الأخيرة، والتي تأتي استنادًا إلى اتفاق النقل البري الدولي الموقّع بين البلدين عام 2004.
جدير بالذكر أن هذا الاتفاق يأتي ضمن جهود الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية السورية لإعادة تفعيل منظومة النقل الإقليمي والدولي، وتعزيز مكانة سوريا كممر تجاري حيوي يربط آسيا بأوروبا من خلال شبكتها الحيوية من المعابر والموانئ.
واليوم، في ضوء هذه التطورات المتسارعة، تبدو سوريا في موقع أقرب إلى استعادة دورها الجيو-اقتصادي كبوابة استراتيجية تربط آسيا بأوروبا، وهو ما يعزز فرص التعاون الثنائي ويدفع نحو مزيد من الاستقرار والتكامل في المنطقة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية