الجمعة, 11 يوليو 2025 03:51 AM

سوريا: نظرة على الماضي، الحاضر، واستشراف المستقبل

سوريا: نظرة على الماضي، الحاضر، واستشراف المستقبل

يروي سمير حماد نقلاً عن الأسطورة الإغريقية أن كبير الآلهة تنكر بهيئة ثور ونزل بين صيدا وصور، وخطف الأميرة أوروبا التي سُميت القارة باسمها. هذا الحدث دفع شقيقها قدموس للبحث عنها حاملاً معه الأبجدية الفينيقية، التي انبثقت منها الأبجديات اليونانية واللاتينية والسريانية والعربية والعبرية، وغيرها من لغات العالم.

الأساطير تكشف لنا ما يعجز التاريخ عن قوله، فاختطاف أوروبا يمثل اعترافاً ضمنياً بدين الثقافة اليونانية القديمة للثقافة الفينيقية، الجذر الحقيقي للثقافة العربية.

الفكر السياسي يشبه الفكر الأسطوري إلى حد كبير. فالأمم العظيمة تعرف كيف تنهض من كبوتها وتحول الانتكاسات إلى انتصارات، والكوابيس إلى انفراجات، والدمار والانكسار إلى بناء وصمود.

للوصول إلى المستقبل، نحتاج إلى خيال واسع وعزيمة قوية تمكننا من التفكير والانطلاق خارج القوالب الجاهزة. خيال يجعلنا نفكر كيف نخطو مائة خطوة إلى الأمام. لكن هذا الخيال والعزيمة لا يتحققان إلا من خلال عقل راجح.

بغض النظر عن الاختلافات الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية بين أبناء سوريا الحبيبة، يجب أن نبحث عن أرضية مشتركة تجمعنا، يتم التعامل والحوار وفقها حول كل ما يوحدنا والتمسك به، ونبذ كل ما يفرق ويشرذم، مع احترام الرأي المخالف وعدم إقصائه، لأنه يحمل في طياته الغنى ويدفع نحو استمرار التلاقي والحوار، ويدفع عجلة التغيير والنهوض السليم لنتبوأ مكاننا اللائق بين الأمم، بل في طليعة الأمم.

المجد والخلود لسوريا أرضاً وشعباً وحضارة.

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: