السبت, 12 يوليو 2025 02:15 AM

قرار بإخلاء سينما الكندي التاريخية في دمشق يثير جدلاً واسعاً ومخاوف على المشهد الثقافي

قرار بإخلاء سينما الكندي التاريخية في دمشق يثير جدلاً واسعاً ومخاوف على المشهد الثقافي

أثار قرار صادر عن وزارة الأوقاف السورية بإخلاء مبنى سينما الكندي التاريخية في دمشق موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين دعا ناشطون إلى اعتصام احتجاجي مساء الجمعة، وسط مخاوف من فرض قيود إضافية على الأنشطة الفنية والثقافية.

وبحسب كتاب رسمي صادر عن مديرية أوقاف دمشق، طُلب من ورثة مستأجري "سينما الكندي" إخلاء العقار خلال أسبوع، مع الإشارة إلى أن عقد السينما "يُفسخ… ببدل 30 دولاراً أميركياً سنوياً لمساحة تتجاوز 700 متر مربع".

وأعلنت مديرية أوقاف دمشق أنها ستعمل على "إعادة تأهيل العقار ليكون مركزاً ثقافياً يشع منه نور المعرفة والعلم"، الأمر الذي أثار مخاوف من تضييق حكومي على التجمعات الثقافية لصالح المراكز الدينية والدعوية.

وقد أثار القرار ردود فعل متباينة، حيث اعتبر البعض الخطوة تصحيحاً لوضع قانوني ومالي مجحف بحق أوقاف الدولة. في المقابل، دعا فنانون وكتاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في اعتصام عصر الجمعة، معتبرين أن تحويل السينما إلى مركز ثقافي "يمحو جزءاً من ملامح دمشق الثقافية" و"يهدد المساحات العامة للفن".

الكاتب عمار المأمون سخر من القرار، متسائلاً: "أليست السينما أيضاً نوراً وألواناً وأجساداً متحركة؟". بينما دافع آخرون عن القرار، مشيرين إلى أن الإيجار الرمزي لا يعكس القيمة الحقيقية للعقار، وأن معظم عقود الأوقاف القديمة شابها فساد ورشى، مؤكدين أن السينما كانت مغلقة ومهملة ولم تواكب الأنشطة السينمائية.

يقع المبنى في وسط دمشق التجاري والثقافي، بالقرب من مقهى الهافانا الشهير ومحطة الحجاز الأثرية وسوق الحلبوني للكتب، وبجوار دور سينما أخرى. تأسست سينما الكندي في ستينات القرن الماضي، ولكنها تحولت إلى مبنى شبه مهجور مع نشاطات فنية محدودة خلال السنوات الأخيرة.

يأتي هذا القرار في ظل مرحلة انتقالية تشهدها سوريا، وسط تزايد مخاوف المثقفين من صعود توجهات دينية محافظة قد تضيّق من هامش الحريات الفنية والثقافية في البلاد. وتوقفت النشاطات الفنية الدورية التي كانت تُنظمها دار الأوبرا في دمشق، باستثناء عرضين موسيقيين فقط، في حين استُخدمت الدار لنشاطات دينية واحتفالات رسمية.

وتنامت حالة من القلق بين سكان المدينة عقب اعتداءات على الملاهي الليلية والفضاءات الترفيهية وتجاوزات مرتبطة بالحريات الشخصية، فيما تضع السلطات ذلك في إطار "تصرفات فردية".

المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: