الأحد, 20 يوليو 2025 01:49 AM

قصص مُلهمة من سوريا: كيف حوّل شباب سوريون الأمل إلى واقع رغم التحديات؟

قصص مُلهمة من سوريا: كيف حوّل شباب سوريون الأمل إلى واقع رغم التحديات؟

في عالم يموج بالتحديات والاضطرابات، يظل الأمل قوة دافعة تمكننا من مواجهة الصعاب وبناء مستقبل أفضل. إنه ليس مجرد شعور، بل وقود يشعل العزيمة ويمنح الأفراد والمجتمعات القدرة على تجاوز الضغوطات والارتقاء بحياتهم.

في سوريا، تتجلى الإرادة الصلبة في قصص نجاح ملهمة لشباب سوريين تغلبوا على تحديات صحية وتعليمية وعملية، محولين اليأس إلى أمل مشرق والعقبات إلى دروس في الإصرار والنجاح.

آلاء قباني: صمت ينطق بالأمل

"منذ طفولتي، حملت في قلبي طموحاً لا يعرف الحدود، ولم أسمح لأي ظرف أن يحد من إنسانيتي أو يشعرني بالنقص لكوني لا أستطيع السمع والكلام. بفضل دعم عائلتي وتشجيعهم، تحولت أحلامي إلى حقائق"، بهذه الكلمات عبرت آلاء قباني (31 عاماً) عبر مترجمة لغة الإشارة أناهيدا طنطا لوكالة سانا.

وتضيف قباني بفخر: "نلت شهادة البكالوريا العلمي من الدورة الأولى، لأفتح بذلك باب الأمل للكثيرين. اليوم، أنا في سنتي الثانية بكلية التربية تخصص رياض الأطفال، ومعلمة لأطفال صم وبكم، ومدربة لغة إشارة، وصوت لمن لا صوت لهم في جمعية (لغتي إشارتي). الإعاقة ليست سوى كلمة، وإنجازاتي هذه ليست سوى بداية الطريق."

علي القاسم: إرادة تنتصر على المرض

واجه المحامي علي القاسم (33 عاماً) تحدياً صحياً في ريعان شبابه، حيث أصيب في أوائل العشرينات بمرض اعتلال الأعصاب الذي لازمه لسنوات طويلة، قضى خمس منها بين علاجات متكررة وتوقعات طبية قاتمة، لكنه رفض الاستسلام لليأس.

يقول القاسم لسانا: "بالإرادة المطلقة وتفويض أمري لله بالشفاء، التمست بصيص نور في نهاية النفق، حين التقيت بطبيب اختصاصي. بعد سلسلة من الجرعات العلاجية والجلسات الإشعاعية لمدة سنتين، تحقق المستحيل وانتصرت على المرض، لأتابع مسيرة حياتي ببناء أسرة صغيرة، وأثبت أنه لا مستحيل مع الإيمان والعزيمة."

ليلى النجار: حلم يولد من جديد

"متجر للهدايا والزهور" كان الحلم البسيط لليلى النجار (28 عاماً)، لكن الحياة وضعتها أمام اختبار قاسٍ، حيث تعرضت للاعتقال من قبل النظام البائد في بداية طريقها، ليتوه حلمها بين جدران المعتقل، حيث أمضت خمس سنوات من التحديات المهنية. ورغم ذلك، ظلت مؤمنة بأن العدل سيأتي وشمس الحرية ستشرق.

بدأت النجار رحلة العمل بخدمات التسويق، وبناء فرصتها بيدها مع فريق عمل آمن بقدراتها في بداية عام 2024. ومع تبدد ظلال الماضي وعودة الأمل، كبر حلم الفتاة الصغيرة ليتحول إلى شركة خاصة بها، مؤكدةً أن "الأمل هو الوقود الأساسي للسعي".

داليا عبد الرحمن: أمل أخضر في وجه التغيرات المناخية

أوضحت المهندسة داليا عبد الرحمن، طالبة ماجستير في مجال التغيرات المناخية، أن الواقع البيئي في سوريا اليوم معقد، خاصة بعد الحرائق الأخيرة، وبالرغم من ذلك، يبرز أمل حقيقي في المبادرات المحلية البسيطة التي تسعى لحماية الموارد الطبيعية.

وتشير المهندسة عبد الرحمن إلى أن الأمل لا يعني غض الطرف عن التحديات البيئية، بل الإيمان الراسخ بقدرات المجتمع والأفراد على إحداث تغييرات، حتى لو كانت بسيطة، لتكون بوابة نحو حياة أكثر استدامة للأجيال الحالية والقادمة.

الأمل: مسؤولية جماعية

يشكل الأمل قوة فاعلة في شفاء الأفراد وتعافي المجتمعات، فهو يعزز الثقة الاجتماعية، ويشجع المشاركة المدنية، ويقلص حدة الاستقطاب، ويقوي الإحساس بالهوية المشتركة. هذه السمات مجتمعة تعزز الإدماج والسلام والتقدم المستدام. "فلا يستقيم سلام إن غاب الأمل، ولا تُبنى تنمية إذا غابت الثقة، ولا يُرتجى المستقبل لمن لا يؤمن به"، كما جاء في حوار اليونيسكو بشأن السلام وحقوق الإنسان.

وتأكيداً على دوره المحوري في تحريك أهداف التنمية المستدامة، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثاني عشر من تموز يوماً دولياً للأمل، ليشمل أهدافاً حيوية كالصحة الجيدة، والتعليم الجيد، والعمل اللائق، والعمل المناخي، والسلام والعدالة.

مشاركة المقال: