في مجتمع لا تزال فيه بعض المهن حكرًا على الرجال، اختارت آية حمزة من الحسكة، البالغة من العمر 18 عامًا، أن تكسر الصورة النمطية وتعمل في مهنة الحدادة. تمثل آية مثالًا للإصرار والاعتماد على الذات، حيث ورثت هذه المهنة عن والدها.
منذ طفولتها، كانت آية ترافق والدها إلى ورشته، تراقب خطواته وتتعرف على أدوات المهنة. لم يكن الهدف في البداية تعلم المهنة، بل البقاء إلى جانب والدها. ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها الأسرة دفعتها لمساعدة والدها وممارسة الحدادة بشكل عملي.
تقول آية إنها كانت تمتلك معرفة أولية بالمهنة تصل إلى نحو 50%، مما ساعدها على الاندماج بسرعة واكتساب الخبرة تدريجيًا. مع مرور الوقت، تحوّل الفضول والشغف إلى حب حقيقي للمهنة، وأصبح العمل بالنسبة لها مصدر فخر وارتباط وثيق بعالم الإبداع اليدوي.
وقالت آية لـ”سوريا 24”: “أول عمل أنجزته بيدي كان حماية خارجية لباب وشباك، ومع مرور الوقت تطورت مهاراتي وصممت زخارف وأشكالًا متنوعة من الحديد، حتى أصبحت المهنة بالنسبة لي هواية وشغفًا.”
ورغم الانتقادات التي واجهتها من بعض أفراد المجتمع الذين رأوا أن الحدادة مهنة شاقة ولا تليق بالنساء، لم تمنعها هذه الآراء من المضي قدمًا. وأكدت آية أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تجاوز أي عقبة، وأن القدرة على التعلّم لا علاقة لها بالجنس.
تستخدم آية أدوات الحدادة الأساسية مثل آلة اللحام والمطرقة وجهاز الجَرْخ وغيرها من المعدات، وقد أتقنت التعامل معها بخبرة وثقة، لتصبح نموذجًا للشابات الراغبات في دخول المهن التي يهيمن عليها الرجال.
وتختتم آية حديثها برسالة واضحة لكل الفتيات: “أدعو كل فتاة إلى الاعتماد على نفسها وعدم السماح لأي عائق أو نظرة نمطية بأن تحدّ من طموحها. لا يوجد عمل مخصص للرجال فقط، والقوة الحقيقية في الإرادة والعزيمة. يسعدني تعليم أي فتاة ترغب بدخول هذا المجال، فهذا يشرفني ويفرحني.”
اليوم، تمثّل آية حمزة نموذجًا حيًا للشجاعة والطموح، ورسالة لكل فتاة بأن الإصرار والعمل الجاد قادران على تغيير الواقع وكسر القيود الاجتماعية.