أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا عن قرار بتشغيل جميع المعابر الحدودية مع تركيا على مدار 24 ساعة يوميًا، وذلك ابتداءً من يوم الاثنين الموافق 14 تموز. يهدف هذا الإجراء إلى تسهيل عودة السوريين إلى وطنهم وتخفيف الازدحام على المعابر خلال أوقات الذروة، بالإضافة إلى تسريع وتبسيط إجراءات العبور لضمان "الكرامة والسلامة" لجميع المسافرين، وفقًا لبيان صادر عن الهيئة.
وكشفت بيانات "جمعية الناقلين الدوليين" في تركيا (UND) عن ارتفاع ملحوظ في عدد الرحلات البرية من تركيا إلى سوريا، حيث بلغ نحو 113 ألف رحلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مقارنة بنحو 70 ألف رحلة في الفترة نفسها من عام 2024، أي بزيادة قدرها 60%. وتوقع شرف الدين أراس، رئيس جمعية الناقلين الدوليين في تركيا (UND)، زيادة كبيرة في عدد الرحلات والمسافرين العابرين إلى سوريا، لتصل إلى ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل عام 2011، والذي بلغ 50 ألفًا، وذلك بحسب تصريحه لوكالة "الأناضول".
وأشار رئيس الجمعية التركية إلى الأهمية المتزايدة للنقل البري عبر سوريا والعراق للشحنات المتجهة إلى الخليج، وذلك بسبب عدم الاستقرار الحالي في الطرق البحرية نتيجة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يذكر أن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية قد وقعت في 28 حزيران الماضي مذكرة تفاهم مع تركيا لإعادة تفعيل النقل الطرقي (الترانزيت) بين البلدين. وأوضحت الهيئة في بيان نشرته عبر "فيسبوك" أن هذه المذكرة، الموقعة مع وزارة النقل والبنية التحتية في تركيا، تهدف إلى إعادة تفعيل التعاون الثنائي في مجال النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع، وتيسير عبور الشاحنات وحركة "الترانزيت" بين البلدين وعبر أراضيهما.
وفي سياق متصل، منحت رئاسة إدارة الهجرة في تركيا للولايات، في 9 تموز الحالي، صلاحية منح إذن خروج وعودة أربع مرات سنويًا للطلاب السوريين المسجلين في مؤسسات التعليم العالي التركية (المعاهد، البكالوريوس)، لزيارة أقاربهم من الدرجة الأولى (الأب، الأم، الزوج، الزوجة، والأبناء).
وتجاوز عدد العائدين من السوريين المقيمين في تركيا إلى سوريا 300 ألف شخص خلال الأشهر الستة الماضية، مع تضاعف أعداد العابرين منذ انتهاء موسم المدارس، وفقًا لما نقلته صحيفة "Türkiye" عن مصادر في وزارة الداخلية التركية. وتسمح الطاقة الاستيعابية للمعابر الحدودية بين سوريا وتركيا بمرور 3000 شخص يوميًا، مع توقعات بزيادة الأعداد مع انتهاء موسم الصيف، بحسب الداخلية التركية.
وفي وقت سابق، صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بأن العودة الجماعية للاجئين السوريين ليست ممكنة وليست في مصلحة سوريا في وضعها الحالي، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل هو العودة التدريجية.