الإثنين, 14 يوليو 2025 12:28 AM

حلب تتنفس: مشروع ضخم لإزالة الأنقاض يعيد الحياة إلى 16 حيًا متضررًا

حلب تتنفس: مشروع ضخم لإزالة الأنقاض يعيد الحياة إلى 16 حيًا متضررًا

تعاني أحياء عديدة في مدينة حلب شمالي سوريا من تراكم الأنقاض التي خلفتها سنوات الحرب، مما أدى إلى تدهور الخدمات وصعوبة عودة السكان، خاصة في الأحياء الشرقية التي شهدت اشتباكات عنيفة. على الرغم من مرور سنوات على توقف المعارك، ظلت جهود إزالة الأنقاض محدودة، وتعتمد بشكل كبير على مبادرات فردية، وسط مطالبات بزيادة الاستجابة الرسمية. رصدت عنب بلدي بقاء كتل كبيرة من الركام في مناطق حيوية مثل حي صلاح الدين والمشهد، مما أدى إلى تكاثر القوارض وزيادة المخاطر الصحية.

انطلاق المشروع

أعلنت محافظة حلب في 26 من حزيران الماضي عن بدء مشروع لإزالة الأنقاض من 16 حيًا متضررًا، بالتعاون مع الدفاع المدني ومديرية الطوارئ والكوارث، ضمن خطة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية. وأوضح أحمد المحمد، مسؤول المكتب الصحفي في مجلس مدينة حلب، أن الحملة مستمرة حتى الانتهاء الكامل من الأعمال، دون تحديد جدول زمني محدد. يهدف المشروع إلى إزالة نحو 105 آلاف متر مربع من الأنقاض، بما في ذلك أنقاض المدينة القديمة.

آليات التنفيذ

أفاد ماجد العبد الله، مدير مشروع إزالة الأنقاض في الدفاع المدني السوري، بأن اختيار الأحياء الـ16 تم بناءً على جولات ميدانية وتقييم للاحتياجات. تمتد المدة الزمنية للمشروع حتى تسعة أشهر، بدأت في آذار الماضي وتستمر حتى نهاية تشرين الثاني المقبل، وتشمل التعاقد مع موردين خارجيين لتسريع فتح الطرقات وتأمين عودة المهجرين. يقتصر المشروع الحالي على إزالة الأنقاض، على أن يتولى مجلس مدينة حلب لاحقًا تأهيل البنية التحتية. يتم فرز الأنقاض، ونقل القابلة للتدوير إلى معامل مخصصة، وترحيل الأنقاض المختلطة بالنفايات إلى المكبات في منطقتي عين العصافير والعويجة. خصصت ثلاث مناطق رئيسة لاستقبال الأنقاض القابلة للتدوير، هي خان طومان، والراموسة، والعويجة. ويشهد معمل تدوير الأنقاض في الراموسة عمليات صيانة ودعمًا بالديزل لاستمرار عمله. يتم جمع الحديد وتسليمه لإدارة القطاع التابع لمجلس المدينة، مع التأكد من خلو المواقع من المخلفات الحربية. يتم تسليم الممتلكات التي يعثر عليها في أثناء رفع الأنقاض إلى إدارة القطاع في المنطقة. ملف إزالة أنقاض المدينة القديمة من اختصاص محافظة حلب.

ثلاثة قطاعات

قُسمت الأحياء المستهدفة إلى ثلاثة قطاعات عمل لتسهيل التنسيق وتسريع التنفيذ. يضم القطاع الأول أحياء بستان القصر والأنصاري والسكري وصلاح الدين. ويغطي القطاع الثاني الأحياء الشرقية الأكثر تضررًا، مثل كرم الجبل وكرم الميسر وضهرة عواد وكرم القاطرجي والحلوانية وكرم حومد والبياضة والشعار وجورة عواد وقاضي عسكر. ويشمل القطاع الثالث حيّي هنانو وبستان الباشا. أُطلق المشروع بدعم من صندوق مساعدات سوريا، ويجري تنفيذه بإشراف هندسي من الدفاع المدني السوري وبالتنسيق مع مجلس مدينة حلب.

سنوات من الإهمال

رغم توقف المعارك في حلب منذ عام 2016، ظلت الأنقاض مكدسة، مما أعاق عودة الأهالي وأبقى الخدمات متدنية. تحول الركام إلى مكبات عشوائية للنفايات ومصدر للروائح الكريهة وانتشار القوارض. فاقم الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا في شباط 2023 حجم الدمار. تعد المدينة القديمة في حلب من أبرز التحديات بسبب طبيعتها العمرانية التاريخية. يأتي المشروع الجديد كأول تحرك موسع بتنفيذ من الدفاع المدني وبدعم من جهات دولية، ضمن خطة تستمر حتى نهاية العام الحالي.

مشاركة المقال: