الإثنين, 14 يوليو 2025 07:18 PM

سوريا تواجه أزمة جفاف حادة: إطار وطني لمكافحة حرائق الساحل

سوريا تواجه أزمة جفاف حادة: إطار وطني لمكافحة حرائق الساحل

تواصل فرق الدفاع المدني السوري عمليات التبريد والمراقبة لبؤر الحرائق المشتعلة على طريق النبعين-رأس البسيط في ريف اللاذقية، وذلك اليوم الاثنين الموافق 14 من تموز، بالتزامن مع الإعلان عن إطلاق إطار وطني للاستجابة لأزمة الجفاف المتفاقمة.

وأكد الدفاع المدني على تعامله الفوري مع البؤر التي تشتعل في المنطقة، وذلك في اليوم الثاني عشر على التوالي من حرائق اللاذقية. كما تواصل فرق الدفاع محاصرة بؤرة مشتعلة في المنطقة الحراجية على طريق البدروسية – كسب، حسبما أعلن الدفاع المدني السوري مساء الأحد الموافق 13 من تموز. وكشفت محافظة اللاذقية مساء الأحد أن فرق الإطفاء قد أحرزت تقدمًا “ملموسًا” في السيطرة على 90% من البؤر المشتعلة، وبدأت مرحلة التبريد في عدة محاور.

إطار وطني للاستجابة لأزمة الجفاف

من جهته، صرح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، بأن حرائق الغابات في اللاذقية تحمل دلالات خطيرة حول تهديد أزمة الجفاف لسوريا، مؤكدًا أن التحديات المناخية لا يمكن تجاهلها. وأضاف، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا لهذا الأمر، حيث عقدت يوم أمس الأحد في دمشق اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا بالتعاون مع عدد من الوزارات، بما في ذلك الزراعة والإدارة المحلية والبيئة والطاقة والاتصالات، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات محلية ودولية، بهدف وضع إطار وطني متكامل للاستجابة لأزمة الجفاف الأشد منذ أكثر من ستة عقود.

ناقش المشاركون خلال الاجتماع وضع خطة وطنية شاملة تغطي مراحل التأهب والاستجابة والتعافي، مع التركيز على تنسيق الجهود وتكامل الأدوار بين القطاعات المعنية. وتضمن الاجتماع عدة محاور رئيسية، منها:

  • إعداد خطة متكاملة للاستجابة للجفاف.
  • مراجعة السياسات والتشريعات ذات الصلة.
  • تشكيل مجموعة عمل وطنية متعددة القطاعات.
  • إنشاء صندوق دعم وطني للكوارث الطبيعية.
  • إطلاق منصة إنذار مبكر.
  • تطوير منصة معرفية لتبادل الخبرات.
  • إعداد خرائط تنسيقية للتدخلات الميدانية.

وأكد الوزير أن مواجهة تداعيات تغير المناخ تتطلب تعبئة جماعية وتخطيطًا استباقيًا على كافة المستويات، معتبرًا الاجتماع دعوة للجميع دون استثناء لبناء منظومة قادرة على حماية الإنسان والموارد في سوريا.

كما أعلن الدفاع المدني السوري، الأحد، عن استمرار عمليات التبريد لمواقع الحرائق التي تمت السيطرة عليها في برج زاهية بمنطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية، بمشاركة فرق الدفاع المدني العراقي في عمليات التبريد، بهدف الحد من فرص اشتعال الحرائق في تلك البؤر بفعل اشتداد سرعة الرياح. وأكد اشتعال بؤرة حريق في المنطقة الحراجية على طريق البدروسية – كسب في ريف اللاذقية.

وفي سياق متصل، أوضح الصحفي السوري المتخصص بالقضايا البيئية، زاهر هاشم، في تصريح سابق لعنب بلدي، أن السبب في توقيت الحرائق المبكر هذا العام يعود بالدرجة الأولى إلى التغيرات المناخية الواضحة في السنوات الأخيرة، والتي ينتج عنها ما يسمى بالظواهر المناخية المتطرفة، والتي تتمثل في تغير أنماط الطقس وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وموجات جفاف طويلة الأمد في أماكن ومواعيد غير متوقعة.

وأشار هاشم إلى أن الجفاف المطول والحرارة الشديدة وجفاف النباتات المتزايد يهيئ ظروفًا مثالية لاندلاع حرائق غابات متكررة وشديدة. وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف الطويلة تؤدي إلى تجريد النباتات والمواد النباتية الميتة من رطوبتها، مما يعني أنه عندما تبدأ الحرائق، تنتشر بسرعة كبيرة بسبب توفر النباتات الجافة التي تشكل وقودًا للحرائق.

الحرائق تلتهم الساحل.. من يشعل النار ومن يطفئها
مشاركة المقال: