الإثنين, 14 يوليو 2025 11:47 PM

السويداء: تصاعد العنف يسفر عن 89 قتيلاً، والجيش السوري ينتشر بينما تشن إسرائيل غارات جوية

السويداء: تصاعد العنف يسفر عن 89 قتيلاً، والجيش السوري ينتشر بينما تشن إسرائيل غارات جوية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات في السويداء جنوب سوريا إلى 89 شخصًا، جراء القتال بين مقاتلين دروز ومسلحين من البدو.

وأوضح المرصد أن من بين القتلى 46 مقاتلاً درزياً وأربعة مدنيين من السويداء، و18 مقاتلاً من البدو، و14 من قوات الأمن، بالإضافة إلى سبعة أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زياً عسكرياً. وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى مقتل 64 شخصاً.

بدأت القوات السورية بالانتشار في السويداء يوم الاثنين، في ظل استمرار الاشتباكات الدامية بين المقاتلين الدروز وعشائر البدو.

وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان التحديات الأمنية التي تواجه السلطات الانتقالية في سوريا، خاصة فيما يتعلق بفرض الأمن، وذلك منذ الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

وشهدت الساحة السورية أحداثاً مماثلة في وقت سابق، منها أحداث دامية في الساحل السوري في آذار/مارس، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في نيسان/ابريل.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض القرى في ريف محافظة السويداء الغربي، وفقاً لما ذكره المرصد السوري ومنصة السويداء 24 المحلية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط 50 قتيلاً في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في مدينة السويداء ومناطق في ريف المحافظة، بينهم 34 من الدروز (بينهم طفلان)، و10 من البدو، وستة قتلى من القوات السورية.

وأفاد مصدر في وزارة الدفاع لقناة الإخبارية السورية الرسمية بمقتل ستة من القوات السورية "خلال عمليات فض الاشتباك في السويداء".

وأعلنت وزارة الدفاع، إثر الاشتباكات، أنها باشرت "بالتنسيق مع وزارة الداخلية، نشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "شرارة الاشتباكات انطلقت السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء – دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين".

وأفادت منصة السويداء 24 المحلية في وقت لاحق بأنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.

وأشار المرصد إلى أن هذه الاضطرابات تعود إلى "توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في نيسان/ابريل" بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة.

وأسفرت أعمال العنف التي اندلعت في نيسان/ابريل عن مقتل 119 شخصاً على الأقل، بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وعقب هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

ومنذ أيار/مايو، يتولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضاً مسلحون من عشائر البدو السنة.

واعتبرت وزارة الدفاع في بيانها الأحد أن "الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس".

وكتب وزير الداخلية أنس خطاب على موقع “إكس” أن "غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة"، معتبراً أن "لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها".

وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق أنها ستبدأ بنشر قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات وقعت "على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة".

وفي أعقاب الاشتباكات، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار"، مضيفاً "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين".

ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل.

وبعد توليها الحكم، حضّ المجتمع الدولي والموفدون الغربيون الذين زاروا دمشق السلطة ذات التوجه الإسلامي على حماية الأقليات وضمان مشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط هواجس من إقصائهم لا سيما بعد وقوع أعمال عنف على خلفية طائفية، عدا عن انتهاكات في مناطق عدة.

وفي حزيران/يونيو، أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصاً، واتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، ما فاقم مخاوف الأقليات في سوريا.

وتُقدّر أعداد الدروز بأكثر من مليون، يتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

يقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غرب البلاد.

وبعد الاشتباكات في نيسان/ابريل، شنّت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذّرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مهاجمة دبابات في السويداء السورية، وذلك عقب إعلان وزارة الداخلية بدمشق عملية أمنية بالمحافظة ودخول قوات لنزع سلاح مجموعات خارجة عن القانون.

وقال الجيش في بيان أولي إنه "هاجم قبل قليل عدة دبابات في منطقة قرية سميع بالسويداء جنوب سوريا"، دون تفاصيل.

ولم يحدد الجيش الإسرائيلي ما إذا كانت الدبابات تتبع للجيش السوري.

كما لم يصدر تعقيب فوري من السلطات السورية بشأن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

من جهتها، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن "الجيش الإسرائيلي هاجم عدة دبابات في منطقة قرية سميع في جنوب سوريا، على خلفية أعمال شغب بين السوريين، البدو والدروز".

وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي رصد الدبابات وهي تتقدم بشكل متواضع نحو مناطق الشغب، فهاجمها من الجو".

وتابعت الهيئة العبرية: "في الماضي، هاجمت إسرائيل مسلحين جهاديين حاولوا إيذاء الدروز"، وفق تعبيرها.

و"حماية الدروز" هي ذريعة كثيراً ما استخدمتها إسرائيل لتبرير تدخلاتها، غير أن الرد جاء واضحاً وسريعاً من غالبية زعماء ووجهاء الطائفة الدرزية، الذين أكدوا في بيان مشترك تمسكهم بسوريا الموحدة ورفضهم التقسيم أو الانفصال.

مشاركة المقال: