الأربعاء, 16 يوليو 2025 10:33 AM

السيطرة الكاملة على حرائق اللاذقية: تحذيرات من التداعيات المستقبلية وخطة للإنذار المبكر

السيطرة الكاملة على حرائق اللاذقية: تحذيرات من التداعيات المستقبلية وخطة للإنذار المبكر

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، عن السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يومًا من الجهود المتواصلة. واعتبر الصالح أن هذه المرحلة تمثل نهاية الاستجابة العاجلة وبداية مرحلة لا تقل أهمية، تركز على حماية الغابات المتبقية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.

عبر صفحته على منصة “إكس“، توجه الصالح بالشكر لرجال الدفاع المدني، وأفواج الإطفاء السوريين، والفرق القادمة من تركيا والأردن وقطر والعراق ولبنان، بالإضافة إلى المتطوعين والجهات الحكومية التي شاركت في هذه “المعركة الصعبة”.

أوضح الصالح في مؤتمر صحفي أن فرق الإطفاء واجهت تحديات كبيرة، من بينها الألغام ومخلفات الحرب، والرياح القوية المتقلبة، والتضاريس الوعرة، وغياب خطوط الفصل الناري بسبب الإهمال الطويل للغابات. وحذر من أن الكارثة الحقيقية تكمن في التداعيات المستقبلية، مثل خطر الانجراف وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.

تركيب نظام إنذار مبكر للحرائق

كشف الصالح أن الوزارة اعتمدت على مركز الإنذار المبكر للعوامل الجوية، الذي رصد سرعات الرياح واتجاهاتها في مواقع الحريق، مما ساهم في إعداد استراتيجيات تدخل دقيقة من غرفة العمليات. كما تم استخدام صور الأقمار الصناعية وطائرات “الدرون” الحرارية والعادية لتحديد بؤر النيران، مما سرع عملية السيطرة على الحرائق.

أشار الصالح إلى أن الوزارة ستبدأ قريبًا بتركيب نظام إنذار مبكر للحرائق ضمن خطة متكاملة، تشمل إنشاء منظومة وطنية لحماية الغابات وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية. وشدد على أن المهمة الحقيقية لإعادة الحياة إلى هذه الجبال تبدأ اليوم.

16 ألف هكتار من الغابات الحراجية

أكد محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن التنسيق الكامل بين فرق الإطفاء والدفاع المدني من مختلف المحافظات السورية، والدعم من الدول الشقيقة، ساهما في السيطرة على النيران. وأوضح أن الحرائق دمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، منها 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وتضررت 45 قرية، وبلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة.

أشار عثمان إلى أن المحافظة عملت على تأمين جميع الاحتياجات الميدانية والإنسانية، بما في ذلك إنشاء مطبخ ميداني قدم أكثر من 2500 وجبة يوميًا، وتأمين معدات الإطفاء بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع. وأضاف أن وفودًا وزارية زارت المناطق المتضررة، وبدأت بوضع خطة شاملة لتقييم الأضرار وتعويض المتضررين، وأن المحافظة ستعمل على تنفيذ خطة إعادة التأهيل بالتنسيق مع الوزارات المعنية.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد ذكر في 14 من تموز، أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على بؤر نيران معقدة في حراج المشيرفة، ونفذت أعقد عملية ميدانية منذ بدء الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية. وأوضح أن العملية تضمنت مد خراطيم بطول 1875 مترًا ضمن تضاريس وعرة ونيران متقلبة، مما أتاح تبريد الموقع بالكامل ومنع تجدد الاشتعال رغم الظروف الجوية الداعمة لامتداد اللهب.

مشاركة المقال: