الخميس, 17 يوليو 2025 04:54 AM

طفرة صينية واعدة: علاج جديد للسكري يعيد الأمل لملايين المرضى

طفرة صينية واعدة: علاج جديد للسكري يعيد الأمل لملايين المرضى

في إنجاز طبي يمثل اختراقًا، أعلن باحثون صينيون عن تطوير علاج واعد لمرض السكري من النوع الثاني. لا يقتصر العلاج على إدارة المرض، بل يعمل على تجديد خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين داخل البنكرياس.

تشير النتائج الأولية إلى أن المرضى استعادوا توازن السكر في الدم لديهم دون الحاجة إلى الأنسولين أو الأدوية التقليدية، مما قد يغير مسار العلاج إلى "علاج دائم" بدلاً من "علاج مدى الحياة".

استخدم فريق البحث، بقيادة البروفسور ين هاو من مستشفى تشانغتشنغ في شنغهاي، والزميل تشنغ شين من الأكاديمية الصينية للعلوم، خلايا دم المرضى لإعادة برمجتها وتحويلها إلى خلايا جذعية متخصصة (EnSC).

بعد ذلك، تتم زراعة خلايا شبيهة بالجزر البنكية (E-islet) خارج الجسم، ثم يتم حقنها عبر الوريد البابي في الكبد باستخدام طريقة طفيفة التوغل الجراحي.

نتائج أول مريض

أول مريض خضع للعلاج هو رجل يبلغ من العمر 59 عامًا، كان مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني لأكثر من 25 عامًا، وكان يعتمد على الأنسولين بشكل منتظم وخضع لعملية زرع كلية.

بعد زراعة الخلايا في يوليو 2021، توقف المريض عن استخدام الأنسولين في غضون 11 أسبوعًا، ثم توقف عن تناول جميع الأدوية الخافضة لسكر الدم بعد حوالي عام.

أكدت النتائج الموثقة على مدار 116 أسبوعًا استقرار مستويات السكر في الدم واستعادة خلايا بيتا لوظائفها الطبيعية.

شهد العالم سابقًا بعض التقدم في علاج مرض السكري باستخدام الخلايا الجذعية، مثل حالات السكري من النوع الأول (T1D). لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحقيق علاج مماثل لمرضى النوع الثاني وتتبعه بنجاح في إنسان حقيقي.

تتيح هذه التقنية استخدام خلايا المريض الذاتية، مما يقلل من خطر رفض الجسم للعلاج أو الحاجة إلى مثبطات المناعة، التي غالبًا ما تصاحب العلاجات الأخرى مثل VX‑880 من Vertex.

الإمكانات المستقبلية والتحديات

حصلت تقنية E‑islet 01 على الترخيص التجريبي في الصين في أبريل 2025، مما يجعلها ثاني منتج خلية متجددة يدخل التجارب البشرية على مستوى العالم، بعد تقنية Vertex الأمريكية.

على الرغم من التفاؤل، لا تزال هناك أسئلة حول السلامة على المدى الطويل، وإمكانية التوسع ليشمل عددًا أكبر من المرضى، والتكلفة المرتفعة.

إذا ثبتت فعالية هذا العلاج بشكل منتظم، فقد يغير موازين قطاع الأدوية العالمي لصالح العلاج الدائم بدلاً من الأدوية المزمنة، مما يثير مخاوف في الولايات المتحدة والدول الأخرى بشأن مستقبل السوق العالمي للسكري، الذي يقدر بمليارات الدولارات سنويًا.

تمثل تقنية E‑islet قفزة نوعية نحو علاج جذري لمرض السكري من النوع الثاني، بالاعتماد على خلايا المريض الذاتية. يشير نجاح تجارب أول مريض لمدة تقارب 3 سنوات إلى إمكانية تحويل المرض المزمن إلى حالة قابلة للشفاء الكامل. ومع ذلك، لا يزال الطريق نحو علاج متاح عالميًا وآمن يتطلب المزيد من الدراسات والتجارب السريرية والإجراءات التنظيمية.

مشاركة المقال: