الجمعة, 18 يوليو 2025 02:51 AM

اللاذقية تستعيد خضرتها: خطة طموحة لتحريج ألف هكتار بعد الحرائق المدمرة

اللاذقية تستعيد خضرتها: خطة طموحة لتحريج ألف هكتار بعد الحرائق المدمرة

في أعقاب الحرائق التي شهدتها محافظة اللاذقية، أعلنت وزارة الزراعة عن خطة طموحة تهدف إلى إعادة تأهيل المساحات المتضررة. وكشف مدير مديرية الحراج في الوزارة، مجد سليمان، أن الخطة المقترحة للموسم المقبل 2025-2026 تتضمن تحريجًا اصطناعيًا يستهدف مساحة تقدر بألف هكتار. بالإضافة إلى ذلك، تهدف الوزارة إلى إنتاج 1.4 مليون غرسة حرجية.

وفي حواره مع قناة "الإخبارية" السورية، أوضح سليمان أن الأشجار التي تضررت أو احترقت في ريف اللاذقية كانت في معظمها من الصنوبريات والسنديانيات، بالإضافة إلى بعض الأشجار عريضة الأوراق. وأشار إلى أن مديرية الحراج تتوجه نحو زراعة أنواع متعددة الأغراض ومناسبة بيئيًا للمواقع المحروقة، مثل الغار والخرنوب والسماق، خاصة في المناطق الحرجية القريبة من المجتمعات المحلية، بهدف تعزيز الإدارة المستدامة للغابات من خلال النهج التشاركي.

وأكد سليمان أن الوزارة وضعت خطة طويلة الأمد لحماية المواقع الحرجية وإعطائها فرصة للتجدد الطبيعي، بالإضافة إلى خطة قصيرة الأمد تتضمن نثر البذور الحرجية وزراعة الغراس ضمن خطط التحريج الاصطناعي. وفيما يتعلق بتعويض الغطاء النباتي المتضرر، أوضح أن الغطاء النباتي يعود بشكل سريع نسبيًا إلى حالته الأولية قبل الحريق، حتى دون تدخل بشري، ولكن هذه العودة تعتمد على شدة وتكرار الحرائق.

وشدد على أهمية توفير الحماية الكاملة للمواقع التي تعرضت لحرائق متوسطة الشدة، حيث يمكن للغطاء النباتي أن يعود تدريجيًا من خلال إنبات البذور أو الخلفات، أو من خلال الأعضاء الحية الموجودة تحت التربة. أما بالنسبة للمواقع التي تعرضت لحرائق عالية الشدة، فيجب توفير الحماية مع نثر البذور التي تم جمعها مسبقًا من المناطق القريبة.

السيطرة على الحرائق

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد أعلن في 15 من تموز، عن السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يومًا من العمل المتواصل. واعتبر أن هذه المرحلة تمثل نهاية الاستجابة العاجلة وبداية مرحلة لا تقل أهمية، وهي حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران. وحذر من التداعيات المستقبلية للكارثة، مثل خطر الانجراف وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.

وأكد محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن الحرائق دمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحرجية، بما في ذلك 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وتضررت 45 قرية، وبلغ عدد العائلات المتضررة حوالي 1200 عائلة.

مشاركة المقال: