الجمعة, 18 يوليو 2025 01:38 PM

مجلس الأمن يناقش تطورات السويداء: إدانة للاعتداءات الإسرائيلية ومطالبات بوقف التصعيد

مجلس الأمن يناقش تطورات السويداء: إدانة للاعتداءات الإسرائيلية ومطالبات بوقف التصعيد

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس، تصدرت الأحداث في محافظة السويداء جدول الأعمال، وسط تصاعد التوترات الداخلية وتكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. شهدت الجلسة تبادل وجهات نظر حول سيادة الدولة السورية ودعوات أممية ودولية للتهدئة والعودة إلى حل سياسي شامل.

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن تدخل الجيش السوري في السويداء كان بهدف فض الاشتباكات بين الجماعات المسلحة وحماية المدنيين، ومنع تفاقم الفوضى. وأشار إلى أن هذا التدخل تم بالتنسيق مع وجهاء المحافظة وبموافقة القيادة السياسية التي تعاملت مع الوضع بحكمة واستجابت للوساطات العربية والتركية، مؤكدًا أن القيادة السورية اتخذت قرارات سيادية لحماية البلاد.

سوريا تحمّل إسرائيل المسؤولية

اتهم المندوب السوري إسرائيل بتحمل مسؤولية التصعيد الخطير الذي استهدف مواقع حكومية ومقار سيادية في دمشق ودرعا والسويداء، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين والعسكريين. واعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل خرقًا للقانون الدولي ومحاولة لعرقلة جهود الدولة السورية في تحقيق الأمن والاستقرار.

أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان عن سحب القوات العسكرية من مواقعها في محافظة السويداء، استجابة لوساطة أمريكية وعربية، بهدف إفساح المجال لجهود التهدئة. وأوضحت الرئاسة أن القرار جاء بناءً على تفاهم مشترك يقضي بعدم لجوء الأطراف المسلحة إلى أي انتقام أو تصعيد. وأشار البيان إلى أن المجموعات الخارجة عن القانون خرقت هذه التفاهمات وارتكبت أفعالًا وُصفت بأنها "مروّعة ومُوثقة" وتهدد السلم الأهلي.

شددت الرئاسة على ضرورة تمكين مؤسسات الدولة من بسط سيادتها وتطبيق القانون في جميع المناطق، وأكدت التزامها بمحاسبة كل من تورّط في ارتكاب الجرائم أو تجاوز القانون، مهما كانت الجهة التي ينتمي إليها. ودعت المجتمع الدولي إلى دعم جهود الدولة السورية في استعادة الأمن والاستقرار، محذرة من استمرار التدخلات الإسرائيلية.

قلق أممي من التصعيد

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء الأحداث في السويداء، مستنكرة أعمال العنف ضد المدنيين، ومطالبة بضمان حمايتهم وإيصالهم إلى مناطق آمنة. وأكدت المنظمة أن الضربات الإسرائيلية المتكررة تُشكل عقبة أمام جهود إعادة بناء سوريا، داعية جميع الأطراف السورية إلى الالتزام بالتهدئة والانخراط في مسار سياسي يضمن مشاركة جميع مكونات المجتمع ويقود إلى مصالحة وطنية شاملة.

إدانات دولية للهجمات الإسرائيلية

في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، أعربت غالبية الدول الأعضاء عن رفضها للاعتداءات الإسرائيلية، وأعادت التأكيد على ضرورة احترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. واعتبرت روسيا أن المجتمع السوري مهدّد بالتفكك إذا لم تُتخذ إجراءات جادة، مشيرة إلى تجارب مشابهة جرت في العراق. كما شددت على أن العملية السياسية الحالية تفتقر إلى قاعدة صلبة، مطالبة الحكومة السورية بإظهار شفافية أكبر واستعادة ثقة المجتمع.

دعت الصين إلى احترام القرار الأممي 2254 وإشراك جميع الفئات في العملية السياسية، مع تحميل إسرائيل مسؤولية ضربات قالت إنها تُعقّد المشهد وتضر بالاستقرار الإقليمي. وشددت فرنسا على ضرورة دعم سوريا في الخروج من أزمتها، عبر تحقيق العدالة الانتقالية وضمان مساءلة جميع من ارتكبوا انتهاكات. واعتبرت أن وقف إطلاق النار في السويداء يجب أن يكون أولوية آنية لحماية المدنيين.

رأت بريطانيا أن سوريا تمرّ بمرحلة مفصلية تؤثر على مستقبلها والمنطقة، داعية إلى تمثيل شامل داخل مجلس الشعب، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته عن أحداث العنف الأخيرة، لا سيما في الساحل السوري. كما طالبت إسرائيل بالامتناع عن أي تصرفات قد تزعزع استقرار سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه دعمها لوحدة البلاد وسيادتها.

رفض أمريكي للقصف الإسرائيلي

أعربت الولايات المتحدة عن رفضها للهجمات الإسرائيلية، وأكدت أنها لم تدعم هذه الضربات، مطالبة بتحقيق شفاف في جميع الانتهاكات التي حصلت في السويداء. كما أعلنت دعمها لوحدة سوريا الوطنية، مشددة على أهمية الحوار بين جميع المكونات السورية. من جهتها، عبّرت المملكة العربية السعودية عن قلقها العميق من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما التي تطال المناطق السكنية، واعتبرتها تهديدًا مباشرًا للمدنيين وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

دعوات لوقف العنف

دعت إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات، وإلى دعم المسار السياسي الذي يضمن وحدة واستقرار سوريا. وأعرب وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية عن دعمهم الكامل لوحدة سوريا وسيادتها، مرحّبين بالاتفاق المبدئي لاحتواء الأزمة في السويداء، ومشيدين بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وبدعم جهود الدولة في إعادة الأمن ونبذ الطائفية.

كما دعوا المجتمع الدولي إلى تطبيق القرار 2766 واتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وإلى دعم شامل لجهود إعادة الإعمار وتحقيق السلام المستدام في سوريا.

مشاركة المقال: