السبت, 19 يوليو 2025 10:27 PM

مجلس الإفتاء الأعلى السوري يحرّم الاعتداء على المدنيين ويدعو إلى نبذ خطاب الكراهية على خلفية أحداث السويداء

مجلس الإفتاء الأعلى السوري يحرّم الاعتداء على المدنيين ويدعو إلى نبذ خطاب الكراهية على خلفية أحداث السويداء

أصدر مجلس الإفتاء الأعلى السوري فتوى تحرّم قتل الأطفال والمدنيين من أي طائفة، وكذلك "الخيانة" والاستعانة بإسرائيل، وذلك على خلفية التوترات الطائفية التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا مؤخرًا.

أوضح المجلس في بيان له، مساء الجمعة 18 من تموز، حرمة قتل الأطفال والنساء، والاعتداء على المدنيين وإخراجهم من ديارهم، بغض النظر عن طائفتهم. وأشار البيان إلى أن هذه الحرمات تتأكد في "الشهر الحرام" (رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وفق التقويم الهجري).

كما أكد المجلس على حرمة "الخيانة" والاستعانة بما وصفه بـ "العدو الصهيوني المحتل" (إسرائيل)، واصفًا إياه بـ "الغادر". ودعا إلى التمييز في التعامل بين من "يستقوي بالعدو"، في إشارة إلى إسرائيل، وبين "شركائنا أبناء مجتمعنا"، مشددًا على حرمة الاعتداء على أي سوري، من جميع المكونات والطوائف، في جميع المناطق والمؤسسات والمرافق والأحياء.

تأتي هذه الفتوى في إطار متابعة المجلس للأحداث "المؤلمة" التي شهدتها محافظة السويداء، وما تخللها من "سفك دماء واعتداءات وتهجير". وكانت السويداء قد شهدت اشتباكات وانتهاكات متبادلة بين فصائل محلية تنتمي للطائفة الدرزية وعشائر من بدو محافظة السويداء.

ودعا مجلس الإفتاء إلى حماية جميع المواطنين بلا تمييز، وبسط الأمن، ومنع الفتنة، ورد المعتدين، وإغاثة المنكوبين والمهجرين، من أي طائفة كانوا. كما حرم المجلس الخطابات الطائفية، مشددًا على خطرها، ودعا إلى التثبت من الأخبار والتأكد من عدم ضررها قبل التفاعل معها.

وأكّد المجلس على مشروعية "الدفاع عن النفس والعرض والمال" ضد من يعتدي عليها، مشيرًا إلى ما اعتبره "فضيلة نصرة المظلوم والضعيف والمخطوف" بالمقدور والاستطاعة. وفي المقابل، دعا إلى الرجوع إلى الدولة، محرمًا منازعتها في مهامها الأساسية والمناسبة لها، وفق دائرة الإفتاء.

من جهة أخرى، قال المبعوث الأمريكي، توماس براك، فجر اليوم، إن سوريا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق وقف إطلاق نار في السويداء، برعاية أمريكية وتبنٍ تركي وأردني. وتعهدت الحكومة السورية بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيًا إلى محافظة السويداء.

وذكرت رئاسة الجمهورية السورية أنها سترسل قوات فض الاشتباكات وحل النزاع، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى "تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت". ودعت الرئاسة في بيانها جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب "صوت العقل"، مؤكدة أنها تبذل "جهودًا حثيثة" لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات، وفق وصفها.

وأفاد مراسل عنب بلدي أن أرتالًا من مسلحي العشائر السورية توجهوا لمؤازرة مقاتلين آخرين من البدو في محيط السويداء، في حين ما تزال أرتال أخرى بالقرب من العاصمة دمشق. وجاءت الأحداث عقب عمليات خطف متبادلة بين عشائر البدو وفصائل محلية في السويداء، أعقبها دخول لقوات وزارتي الدفاع والداخلية، تزامن مع حالات انتهاك من الأخيرتين.

بعد دخول القوات الحكومية، تعرضت إلى هجوم مضاد من فصائل محلية توالي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، الذي طلب العون من رؤساء كل من أمريكا وإسرائيل. من جانبها، ضربت إسرائيل القوات الحكومة داخل السويداء وفي مناطق أخرى جنوبي سوريا، ما استدعى انسحابها في 16 من تموز، وتسليم الملف الأمني لفصائل محلية.

مشاركة المقال: