السبت, 19 يوليو 2025 11:49 PM

تقرير: سوء تقدير سوري للإشارات الأمريكية والإسرائيلية يقود إلى تصعيد في السويداء

تقرير: سوء تقدير سوري للإشارات الأمريكية والإسرائيلية يقود إلى تصعيد في السويداء

كشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن الحكومة السورية أخطأت في تقدير ردة فعل إسرائيل المحتملة تجاه نشر قواتها في جنوب سوريا خلال الأسبوع الماضي. وقد جاء هذا التقدير الخاطئ مدفوعًا بما اعتبرته دمشق رسائل أمريكية مشجعة تدعو إلى حكم مركزي لسوريا.

أوضحت المصادر أن إسرائيل قامت بشن ضربات على القوات السورية ومواقع في دمشق يوم الأربعاء، في تصعيد فاجأ القيادة السورية. وجاءت هذه الضربات بعد اتهامات للقوات الحكومية بقتل عشرات الأشخاص في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

وفقًا للمصادر، التي شملت مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين، ودبلوماسيين اثنين، ومصادر أمنية إقليمية، فقد اعتقدت دمشق أنها حصلت على "ضوء أخضر" من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتكررة على مدى أشهر.

أشارت المصادر إلى أن هذا الفهم الخاطئ استند إلى تصريحات علنية وخاصة من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، بالإضافة إلى المحادثات الأمنية الناشئة مع إسرائيل. وكان برّاك قد دعا إلى إدارة سوريا بشكل مركزي "كدولة واحدة" دون مناطق حكم ذاتي.

من جهته، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، لكنه أكد أن الولايات المتحدة تدعم وحدة الأراضي السورية. وأضاف المتحدث أن "الدولة السورية ملزمة بحماية جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات"، وحث الحكومة السورية على محاسبة مرتكبي أعمال العنف.

في رده على أسئلة "رويترز"، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية أن تكون تصريحات براك قد أثرت على قرار نشر القوات، مؤكدًا أن القرار اتخذ بناءً على اعتبارات وطنية بحتة، بهدف وقف إراقة الدماء وحماية المدنيين ومنع تصاعد الحرب الأهلية.

وكانت دمشق قد أرسلت قوات ودبابات إلى محافظة السويداء يوم الاثنين لوقف القتال بين القبائل البدوية والفصائل المسلحة داخل الطائفة الدرزية، وهي أقلية لها أتباع في سوريا ولبنان وإسرائيل.

ذكرت مصادر سورية أن القوات التي دخلت المدينة تعرضت لإطلاق نار من الجماعات الدرزية المسلحة.

وذكر مصدران، أحدهما مسؤول خليجي رفيع المستوى، أن أعمال العنف التي تلت ذلك ونُسبت إلى القوات السورية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية وإذلال المدنيين الدروز، تسببت بشن إسرائيل غارات على قوات الأمن السورية ووزارة الدفاع في دمشق ومحيط القصر الرئاسي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تدخلت لمنع القوات السورية من دخول جنوب سوريا، التي قالت إسرائيل علنًا إنها يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح، وللحفاظ على التزامها الطويل الأمد حماية الدروز.

وتعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الدروز. وألقى باللوم على "الجماعات الخارجة عن القانون" التي تسعى إلى تأجيج التوترات في أي جرائم ضد المدنيين، ولم يذكر ما إذا كانت القوات الحكومية متورطة في ذلك. وسرعان ما تدخلت الولايات المتحدة وآخرون لتأمين وقف النار بحلول مساء الأربعاء. ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التصعيد بأنه "سوء تفاهم" بين إسرائيل وسوريا.

وقال مصدر سوري ومصدر غربي مطلع على الأمر إن دمشق اعتقدت أن المحادثات مع إسرائيل التي أجريت قبل أيام في باكو أسفرت عن تفاهم بشأن نشر قوات في جنوب سوريا لإخضاع السويداء لسيطرة الحكومة.

ورفض مكتب نتنياهو التعليق ردّاً على أسئلة "رويترز".

وقالت إسرائيل أمس الجمعة إنها وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال اليومين المقبلين. وبعد فترة وجيزة، قالت سوريا إنها ستنشر قوة مخصصة لإنهاء الاشتباكات الطائفية التي استمرت حتى صباح اليوم السبت.

وقال جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه يبدو أن الشرع بالغ في التحرك بثقة الأسبوع الماضي.

وأضاف: "يبدو أن طاقمه العسكري أساء فهم دعم الولايات المتحدة له، كما أساء فهم موقف إسرائيل من جبل الدروز (في السويداء) من محادثاته مع إسرائيل في باكو".

مشاركة المقال: