الأحد, 20 يوليو 2025 12:23 PM

تقرير يكشف: لماذا تخشى إسرائيل من تداعيات الوضع في السويداء السورية؟

تقرير يكشف: لماذا تخشى إسرائيل من تداعيات الوضع في السويداء السورية؟

كشف تقرير جديد نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "أول اختبار لإسرائيل كقوة عظمى إقليمية يتمثل في الدفاع عن الدروز في محافظة السويداء السورية".

ويشير التقرير، الذي ترجمه موقع "لبنان 24"، إلى أنه "في خضم موجة العنف التي تشهدها جنوب سوريا، اندلعت أعمال عنف وحشية في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية خلال اليومين الماضيين". وأضاف التقرير أن "الميليشيات البدوية القبلية بدأت الاشتباكات التي تصاعدت بمجرد انضمام قوات الحكومة السورية، مستفيدة بطريقة أو بأخرى من الوضع الجديد. ونتيجة لذلك، ارتفعت حصيلة القتلى، حيث بلغ عددهم 500 مدني من الطائفة الدرزية، الذين تعرضوا للإعدام بإجراءات موجزة، والنهب، والإذلال، بما في ذلك، في بعض الحالات، الحلاقة المؤلمة لشوارب شيوخ الدروز والتدنيس لشاراتهم الدينية".

وتابع التقرير: "ردت إسرائيل بسرعة وعدوانية بالغتين. وفي تدخل عابر للحدود، تعهدت بحماية الدروز، فهاجمت جواً أكثر من 200 هدف في السويداء ودمشق، من بينها قوافل مدرعة للجيش السوري، ومستودعات أسلحة، وحتى مقر وزارة الدفاع السورية".

ويوضح التقرير أن "هذه الأزمة تتكشف بعد أسابيع قليلة من حرب إسرائيل التي استمرت 22 يوماً ضد إيران، وهي حرب سحقت البنية التحتية النووية لطهران بشكل حاسم، وفككت جزءاً كبيراً من شبكتها العملياتية الأمامية. ولكن أكثر من مجرد نجاح عسكري، مثلت الحرب نقطة تحول لا رجعة فيها، وأصبحت إسرائيل الآن القوة المهيمنة في الشرق الأوسط"، وفقاً لمزاعم التقرير.

ويضيف التقرير: "الدروز في سوريا ليسوا حليفاً تاريخياً لإسرائيل فحسب، بل هناك جذور تعاون عسكري واجتماعي تمتد لعقود، والدفاع عنهم ضرورة استراتيجية. إن تركهم تحت رحمة فصائل إسلامية في مرحلة ما بعد الأسد سيشجع على موجة أخرى من الفوضى الجهادية على أعتاب إسرائيل".

ويؤكد التقرير أن "العنف في السويداء ليس حدثاً ثورياً فريداً، بل هو مؤشر على ما يحدث في ظل ملء الميليشيات القبلية والفصائل الجهادية فراغات السلطة. ومع سقوط بشار الأسد على يد أحمد الشرع، تتفكك التركيبة الهشة في سوريا بسرعة. وبينما يتم التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار، رفض بعض زعماء الدروز بالفعل قبولها بسبب مزاعم استمرار وجود المتطرفين وعدم موثوقية الدولة".

ويستكمل التقرير: "هكذا، أحدثت الغارات الجوية الإسرائيلية شرخاً تاريخياً. ولأول مرة، تقرر إسرائيل ليس فقط الدفاع عن نفسها، بل الدفاع عن الآخرين أيضاً. هذه ليست مجرد لعبة سياسة واقعية، بل قد تكون واقعية ممزوجة بالمثالية وتفتح الباب أمام الحديث عن مناطق عازلة استراتيجية".

ويختتم التقرير بالقول: "إن وصف الدروز بالأصول المهمة، كما صيغت عبارات مرعبة أحياناً، هو إغفال للحقيقة تماماً؛ فهم شركاء إسرائيل في الخدمة العسكرية والتاريخ والقيم. إن التحالف الإسرائيلي الدرزي يدور حول أمر يتجاوز المنفعة المتبادلة؛ إنه وجودي".

ويحذر التقرير من أن "ترك السويداء تنهار في صراع قبلي سيهدد الحدود الإسرائيلية، بل إنه سيهين أيضاً مفهوم النظام الإقليمي لما بعد الحرب".

المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مشاركة المقال: