الأحد, 20 يوليو 2025 06:58 PM

الجامعات السورية تشدد على منع التحريض الطائفي بعد دعوات مسيئة لطلاب السويداء

الجامعات السورية تشدد على منع التحريض الطائفي بعد دعوات مسيئة لطلاب السويداء

على خلفية الأحداث المؤسفة في "السويداء" وتداعياتها التي وصلت إلى المدن الجامعية في بعض المحافظات، قامت الجامعات السورية بتذكير طلابها بقرار وزارة التعليم العالي الذي يحظر نشر خطاب الكراهية والتحريض، مع التهديد بتطبيق العقوبات على المخالفين.

سناك سوري _ دمشق

أعادت جامعتا "حلب" و"حمص" نشر القرار الصادر في أيار الماضي، والذي يحظر بشكل قاطع نشر أو تداول أو ترويج أي محتوى، سواء كان شفهياً أو كتابياً أو عبر الإنترنت، يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية، أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي.

وأكد القرار على أن أي مخالفة ستعرض صاحبها للمساءلة الجزائية والمدنية والمسلكية، وإحالته إلى المجالس المختصة لاتخاذ العقوبات الرادعة، والتي قد تصل إلى الفصل النهائي أو الإحالة إلى القضاء وفقاً لأحكام القانون.

اعتداءات ودعوات طائفية في الجامعات

بالتزامن مع المعارك التي اندلعت في "السويداء" منذ الأسبوع الماضي، شهدت بعض الجامعات السورية تداعيات لتلك المواجهات، خاصة في "حلب"، حيث انتشرت مقاطع فيديو قيل إنها توثق لاعتداءات على طلاب من "السويداء" في السكن الجامعي بحلب على يد طلاب من محافظات أخرى.

وأظهرت مقاطع أخرى تجمعاً لطلاب في السكن الجامعي بحلب وإطلاقهم هتافات وشتائم بحق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز "حكمت الهجري"، كما تجمّع الطلاب لأداء صلاة الغائب على أرواح ضحايا الجيش والأمن الذين فقدوا حياتهم في معارك "السويداء"، ما دفع رئيس جامعة "حلب" الدكتور إلى النزول إلى مكان تجمع الطلاب ومخاطبتهم في محاولة لتهدئة الأجواء، والتأكيد على رفض أي اعتداء أو إساءة بحق طلاب "السويداء" المقيمين في "حلب".

أما الموقف الأبرز فجاء من جامعة "دمشق"، حيث أصدر طلاب يدرسون "الهندسة" ويقيمون في السكن الجامعي بدمشق بياناً يدعو إلى رفض دخول طلاب "السويداء" إلى جامعة "دمشق" أو إقامتهم في سكنها الجامعي على خلفية الأحداث الجارية. وتبعه بيان مماثل من طلاب "هندسة" في جامعة "حمص"، أعلنوا تضامنهم مع زملائهم في "دمشق" ورفضهم إدخال طلاب "السويداء" إلى الجامعة وسكنها.

وسبق أن شهدت الجامعات السورية مشاهد مماثلة في نيسان الماضي بالتزامن مع أحداث "جرمانا" و"أشرفية صحنايا"، حيث ظهرت مقاطع لخروج طلاب "السويداء" من السكن الجامعي وعودتهم إلى مدينتهم خوفاً من الاعتداءات والانتهاكات، مما يهدد مستقبلهم الدراسي.

من يحاسب المحرضين؟

اقتصر تحرك إدارة الجامعات على إعادة التذكير بقرار منع خطاب الكراهية والتحريض، دون الإعلان عن اتخاذ أي إجراء بحق الطلاب الذين ظهروا في مقاطع مصورة واضحة تحرض بشكل مباشر ضد طلاب "السويداء"، وتعلن خطاباً طائفياً صريحاً وتهدد السلم الأهلي علناً.

ويبدو لافتاً أن الجامعات، التي من المفترض أن تكون صروحاً علمية تمنح طلابها العلم والتنوير، تتحول بهذه التحركات لبعض طلابها إلى منابر لخطاب الكراهية والتحريض وانقسام الطلاب على أنفسهم من منطلق طائفي. هذا يشير إلى أن هؤلاء الطلاب المشاركين في حملات التحريض لم يتعلموا من جامعاتهم سوى المناهج الدراسية، دون أن يمنحهم دخولهم للجامعات فكراً منفتحاً ومتقبلاً يرفض العنف والطائفية والتحريض، مع العلم أن الأعداد التي شاركت في هذه التحركات لا تمثل بطبيعة الحال جميع طلاب الجامعات السورية.

مشاركة المقال: