الإثنين, 21 يوليو 2025 02:02 AM

توترات بين ترمب ونتنياهو بسبب سوريا: شكاوى من دول ومسؤولين أمريكيين حول السياسة الإسرائيلية

توترات بين ترمب ونتنياهو بسبب سوريا: شكاوى من دول ومسؤولين أمريكيين حول السياسة الإسرائيلية

كشف موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، عن قلق البيت الأبيض إزاء سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الإقليمية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.

أكد المسؤولون للموقع أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف عدة مواقع في سوريا بتاريخ 16 تموز الجاري، فاجأ الرئيس ترمب والبيت الأبيض. وأضافوا أن ترمب كان قد شجع نتنياهو على الاحتفاظ بأجزاء من سوريا، ولم يبدِ تخوفاً حينها من التدخل الإسرائيلي، مشيرين إلى أن السياسة الإسرائيلية الحالية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا، مما سيضر بالدروز وإسرائيل على حد سواء، وفقاً لما نقله "أكسيوس".

حذر المسؤولون، الذين نقل عنهم الموقع الأمريكي، من أن صبر ترمب وحسن نيته تجاه نتنياهو قد ينفدان. كما نقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه، أن دولاً مثل تركيا والمملكة العربية السعودية أرسلت رسائل غاضبة إلى إدارة ترمب بشأن تصرفات إسرائيل. وأضاف أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين الرفيعي المستوى، بمن فيهم المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكلاهما من المقربين لترمب، قدموا شكواهم مباشرة إلى الرئيس.

قال المسؤول الأمريكي: "فوجئ الرئيس والبيت الأبيض بالقصف في سوريا"، مضيفاً أن "نتنياهو يتصرف أحياناً كطفل، وإصبعه خفيفة على الزناد"، وفقاً لما نقله "أكسيوس".

في السياق ذاته، أشار أرييل كاهانا، كبير المراسلين الدبلوماسيين لصحيفة "يسرائيل هيوم" ومراسلها في البيت الأبيض، إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع اتخذ سلسلة من الخطوات الإيجابية تجاه إسرائيل خلال الأشهر الثمانية التي قضاها في الحكم، لكن رد إسرائيل كان دبلوماسية خاطئة واستخداماً مفرطاً للقوة، مما دفعه إلى التهديد بالحرب.

ذكَّر كاهانا بأن دارين خليفة، المصرية المقيمة في تركيا، والتي أجرت مقابلة مع الجولاني عندما كان قائداً لهيئة تحرير الشام، قالت إن مسار حياته مختلف تماماً عن محيطه، لأنه يركز على تحرير سوريا، ويخوض صراعاً شرساً مع قادة تنظيم الدولة الإسلامية، حتى أنهم حاولوا اغتياله.

خلص كاهانا إلى أن النهج الأفضل لدروز سوريا هو السماح لهم بالتفاوض مع الشرع، وأن إسرائيل لم تستفد من إثارة الفتنة، بل إن سياستها العدوانية المفرطة دفعت الرئيس السوري إلى التلميح بالحرب مع إسرائيل لأول مرة، بعد أن دمرت أركانه بلا داعٍ وقصفت قصره. وأشار إلى أن إسرائيل تقوض مصالحها الأمنية والدبلوماسية، لأن الشرع منذ توليه منصبه وحتى الليلة الماضية، ظل يمد يد السلام وظلت إسرائيل ترفضها، ولكن الأوان لم يفت بعد، وعلى تل أبيب إعادة تنظيم صفوفها وإعادة ضبط سياستها، ولتقل للشرع إنها لن تتسامح مع مذبحة للدروز، ولكن عليها أن تقول للدروز أيضاً إن عليهم التعايش مع نظام دمشق، وإنها لا تستطيع ضمان سلامتهم.

على الرغم من هذه الاحتجاجات على سلوك نتنياهو الأخير في سوريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "إن منطقة جنوب سوريا ستبقى منزوعة السلاح"، وفقاً لما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية. وأضاف أن "إسرائيل لا تثق بالرئيس السوري"، معتبراً أن "الجماعات التي تستهدف الدروز اليوم ستستهدف إسرائيل غداً".

في تصريحات أخرى، أشار كاتس إلى أنه اتفق مع نظيره الأميركي بيت هيغسث على خطوات لجعل الشرق الأوسط مكاناً أكثر أماناً لمصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه عقد اجتماعاً مثمراً في البنتاغون مع نظيره الأمريكي وبحث معه قضايا إقليمية واستراتيجية.

دعا المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، اليوم الأحد جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية والتخلي عن الانتقام القبلي. وقال باراك في منشور على منصة "X": "إن سوريا تقف عند منعطف حاسم ويجب أن يسود السلام والحوار الآن".

يشار إلى أنه في تاريخ 16 تموز الجاري استهدفت غارات جوية إسرائيلية مبنى هيئة الأركان في دمشق ومبنى وزارة الدفاع ونقطة قريبة من محيط القصر الرئاسي، إلى جانب استهداف نقاط عدة في السويداء ودرعا، بذريعة حماية الطائفة الدرزية في السويداء.

مشاركة المقال: