أعلنت شركة "ميتا" المالكة لمنصة "فيسبوك" عن إجراءات جديدة تهدف إلى الحد من سرقة المحتوى وإعادة نشره دون إذن، واصفةً هذه الخطوة بأنها "تحوّل نوعي في سياسة المحتوى". تفرض هذه الإجراءات قيودًا وعقوبات مباشرة على الحسابات التي تنتهك حقوق النشر وتعيد مشاركة محتوى الآخرين دون إضافة "قيمة حقيقية".
وفقًا للإعلان الرسمي الذي نُشر عبر مدونة فيسبوك للمبدعين Creators Blog، يهدف هذا التحرك إلى تعزيز الإبداع الرقمي، وتحفيز إنتاج محتوى أصلي عالي الجودة على "فيسبوك"، والحد من تضخيم الحسابات التي تعتمد على إعادة النشر دون إذن أو جهد تحريري فعلي. وتعرّف "ميتا" المحتوى غير الأصلي بأنه إعادة استخدام أو إعادة توظيف محتوى منشئ آخر بشكل متكرر دون الإشارة إليه، والاستفادة من إبداعه وعمله الجاد.
تدابير وإجراءات
اتخذت شركة "ميتا" خلال النصف الأول من العام الحالي إجراءات ضد حوالي 500 ألف حساب متورط في سلوكيات غير مرغوب فيها أو تفاعلات زائفة، كما قامت بحذف حوالي 10 ملايين حساب ينتحل صفة كبار منتجي المحتوى.
تشمل الإجراءات المتخذة:
- خفض توزيع المحتوى (النشر/reach).
- إلغاء أو تعليق إمكانية الاستفادة من برامج تحقيق الربح.
- تقليص ظهور المنشورات في البحث أو خلاصات الأخبار.
أوضحت "ميتا" أن النسخ المباشر (copypaste) لم يعد مقبولًا، بينما المحتوى المعاد نشره مع تعليق شخصي أو تعديل أو رؤية فريدة لن يقع تحت طائلة العقوبة.
نصائح لأصحاب المحتوى
أرفقت شركة "ميتا" تقريرها ببعض الإرشادات والممارسات الصحيحة للمستخدمين، لضمان إعداد المحتوى الخاص، وتحقيق النجاح على "فيسبوك":
- نشر محتوى أصلي: إذ تحظى الصفحات والملفات الشخصية بأكبر انتشار عندما تتكون أساسًا من محتوى أصلي من تصوير المستخدم أو إنشائه.
- إضافة تحسينات مفيدة: من الممكن استخدام محتوى مُصرّح باستخدامه من مصادر أخرى، بشرط إضافة طابع خاص من خلال التحرير الإبداعي أو التعليق الصوتي. يجب أن تكون هذه التحسينات مفيدة، فمجرد تجميع المقاطع أو إضافة علامتك المائية لا يُعدّ تحسينًا مفيدًا.
- سرد قصة: سرد القصص الأصيلة يلقى صدى لدى المشاهدين، ومن المرجح أن يحقق نجاحًا أكبر، كما يمكن مشاركة مقاطع فيديو طويلة على "فيسبوك"، وتجنب المقاطع القصيرة جدًا التي لا تقدم قيمة كبيرة للمشاهدين.
- تجنب العلامات المائية: تجنب استخدام علامات مائية مرئية من جهات خارجية أو محتوى يُعاد تدويره بوضوح من تطبيقات أو مصادر أخرى.
- استخدم تعليقات عالية الجودة: يجب أن تكون التعليقات والوسوم مرتبطة بالمحتوى، فقد وجدت الشركة أن التعليقات التي لا تحتوي على روابط، وتستخدم الأحرف الكبيرة بشكل ضئيل، ولا تزيد على خمسة وسوم، تحقق أفضل النتائج.
ردود فعل متباينة
رحّب عدد كبير من صناع المحتوى بهذا الإعلان، معتبرين أنه يمثل خطوة ضرورية لأخذ حقوقهم على محمل الجد. كما أثار تحفظات من بعضهم الآخر، الذين يرون أنه يُفرض عليهم العمل على كل منشور كما لو كانوا محررين محترفين. وحذرت منظمات حقوقية مثل "Electronic Frontier Foundation" (EFF)، من إمكانية أن تتحول هذه الإجراءات من حماية المحتوى إلى تقييد حرية التعبير، خاصة في المجتمعات التي تعتمد إعادة النشر ومنصات "السوشيال ميديا" للتوثيق السياسي والمشاركة الثقافية والاجتماعية.