بقلم: مالك صقور
لنعترف: لقد فشلنا كأحزاب، واتحادات، ومنظمات، ومؤسسات، ونقابات، وكتاب، وأدباء، ومثقفين في خلق منظومة وعي تامة وكاملة يحركها العقل.
لنعترف: لقد فشلنا في بناء وطن متماسك متين، يُطعم شعبه، ويحمي حدوده، ويصون شرفه وكرامته.
لنعترف: لقد فشلنا في الحفاظ على مكارم الأخلاق وتعاليم الرسول الأعظم (ص).
لنعترف: لقد فشلنا في متابعة السلف العظيم وتعاليمه من أجل جعل الناس أخوة متساوين متحابين متعاونين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
لنعترف: لقد فشلنا في متابعة أعمال وآمال وأحلام وأدبيات رواد النهضة العربية.
لنعترف: لقد فشلنا في تحقيق الحلم العربي، في الوحدة العربية التي كانت في يوم مضى مطلباً شعبياً، من المحيط إلى الخليج، حين كان شعار الجماهير العربية: من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر.
لنعترف: لقد فشلنا في بناء الإنسان – الإنسان – الإنسان: بكل ما تعنيه كلمة إنسان من معنى.
لنعترف: لقد فشلنا في قتل الوحش القابع في النفوس، المتعطش للدم والذبح دون أي سبب.
لنعترف: لقد فشلنا في ترويض الغرائز بأنواعها.
لنعترف: لقد فشلنا في القضاء على الجهل الذي يولّد التعصب والعصبية.
لنعترف: لقد فشلنا في تنفيذ مضمون الآية الكريمة: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }.
لنعترف: لقد فشلنا قومياً وعربياً.
لنعترف: لقد فشلنا في تحقيق وحدة وطنية قوية متماسكة عصية على العدوان، وفوق الأعراق والمذاهب والطوائف.
لنعترف: لقد فشلنا في جعل الآخر أن يفهم مضمون الآية الكريمة: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }.
لنعترف: لقد فشلنا في تعميم حرية الرأي، والتعبير، واحترام الرأي الآخر.
لنعترف: لقد فشلنا في إقناع العرب والمسلمين بتحرير فلسطين والقدس والأقصى وإنقاذ ما بقي من أطفال غزّة.
لنعترف: أن الشماتة، والفرجة، والصمت على مجازر الساحل في سوريا وعدم محاسبة المجرمين، وعدم ظهور وعرض نتائج التحقيق؛ شجّع عناصر منفلتة لتنفيذ مجزرة كنيسة مار الياس في العاصمة السورية – دمشق. وبعد الساحل والكنيسة قامت عناصر منفلتة خارجة عن القانون وخارجة عن كل قوانين العالم بتنفيذ مجازر في السويداء يندى لها الجبين عاراً وخجلاً، طالت حتى أهم رمز من رموز الوطن.
أخيراً: لم يعد مهماً أن نقول ونسأل: من الملام؟ ومن المذنب؟ وما هو السبب ومن المسبب؟ ومن المسؤول؟ المهم ما العمل؟ ماذا يجب فعله لإنقاذ "الوطن"؟!
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)