الإثنين, 21 يوليو 2025 11:31 PM

المبعوث الأمريكي: لا بديل عن دعم الحكومة السورية لتوحيد البلاد

المبعوث الأمريكي: لا بديل عن دعم الحكومة السورية لتوحيد البلاد

أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، دعم واشنطن الواضح للحكومة السورية الجديدة، مشدداً على أنه "لا توجد خطة بديلة" سوى التعاون مع السلطات الحالية لتوحيد سوريا بعد 14 عامًا من الحرب.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" من بيروت، أوضح باراك أن الحكومة السورية الناشئة "قامت بما بوسعها بموارد محدودة للتعامل مع تحديات معقدة"، معتبراً أنها "الطرف الأجدر حالياً بقيادة جهود توحيد مجتمع متعدد ومجروح".

تأتي تصريحات باراك بعد أسبوع من اشتباكات عنيفة بين فصائل درزية ومجموعات بدوية في محافظة السويداء، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وانتقد بشدة الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل سوريا، واصفاً تدخل إسرائيل بأنه جاء في "توقيت سيئ جداً"، وأنه "زاد تعقيد جهود التهدئة والاستقرار". وأكد أن الولايات المتحدة لم تكن طرفاً في القرار الإسرائيلي، ولا تعتبر هذه العمليات ضمن مسؤولياتها.

وكانت إسرائيل قد تدخلت عسكرياً في السويداء خلال المواجهات، زاعمة أن هدفها حماية أبناء الدروز، الذين يشكلون أقلية موالية لها، ويخدم كثيرون منهم في الجيش الإسرائيلي. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية قوافل للقوات الحكومية في الجنوب السوري، إلى جانب قصف وزارة الدفاع السورية في دمشق.

وفي تطور لافت، أعلن باراك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء خلال عطلة نهاية الأسبوع، دون الخوض في تفاصيله. وقال إن القوات السورية أُعيد نشرها في المحافظة لاحتواء القتال، وبدأت عمليات إجلاء للمدنيين من كلا الجانبين يوم الإثنين.

وحول المشهد الإقليمي، قال باراك إن إسرائيل وسوريا كانتا تجريان محادثات أمنية برعاية إدارة ترامب لتطبيع العلاقات، لكن تصاعد العنف في السويداء أوقف هذه المحادثات مؤقتاً، مع مطالبة إسرائيل بأن تكون المنطقة جنوب دمشق منزوعة السلاح. وأوضح أن اتفاق الهدنة الأخير لا يشمل المسائل الاستراتيجية الكبرى بين الطرفين، مؤكداً أن "السؤال حول ما إذا كان بإمكان إسرائيل التدخل في دولة ذات سيادة هو سؤال مختلف تماماً".

وفي انتقاد ضمني لنهج إسرائيل الإقليمي، قال باراك "يبدو أن بعض الأطراف في إسرائيل تُفضّل رؤية سوريا مفككة وضعيفة بدلًا من دولة مركزية قوية"، لكنه أضاف أن الأقليات السورية "أذكى من أن تسمح بذلك، وتدرك أن وحدة الدولة تصب في مصلحة الجميع".

وفي ما يخص الشمال السوري، أشار باراك إلى استمرار المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركياً، لبحث سبل دمجها في "الجيش الوطني الجديد"، لافتاً إلى لقاء جمعه مع القائد مظلوم عبدي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم في الأسابيع المقبلة.

وحول الموقف التركي، أوضح باراك أن أنقرة أبدت استعدادها لتقديم دعم دفاعي لسوريا بهدف الحد من نفوذ الجماعات الكردية، مشيراً إلى أن واشنطن "لا تتخذ موقفاً" من هذا الاحتمال، مضيفاً: "ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تملي على الدول المجاورة ما يجب أن تفعله تجاه بعضها البعض".

واختتم باراك حديثه بالتأكيد على أن "القتل، والانتقام، والمجازر من كلا الجانبين غير مقبولة"، مشدداً على ضرورة تغليب الحلول السياسية على المغامرات العسكرية، في بلد أنهكته الحروب والانقسامات.

مشاركة المقال: