الثلاثاء, 22 يوليو 2025 03:00 AM

السويداء: أسبوع دامٍ في المشفى الوطني.. قنص واشتباكات وعمليات جراحية تحت القصف

السويداء: أسبوع دامٍ في المشفى الوطني.. قنص واشتباكات وعمليات جراحية تحت القصف

لم تتوقف أقسام مشفى السويداء الوطني عن العمل رغم الظروف الصعبة التي مرت بها. على الرغم من تخريب قسم العمليات وخروج قسم العناية المشددة عن الخدمة، تمكن الكادر الصحي من إجراء نحو 500 عملية جراحية عاجلة على مدار أسبوع كامل. وتابعت بعض الأقسام عملها بموظف واحد فقط مدعومًا بمتطوعين.

سناك سوري-خاص

أفادت مصادر طبية من داخل المشفى لـ”سناك سوري” أن من بين أخطر التحديات التي واجهت المشفى، عمليات إخلاء ودفن الجثامين وسط الوضع الأمني المتوتر. كما أن التعرف على الجثامين كان أمرًا صعبًا، وتطلب إجراءات خاصة لتحديد هويات الضحايا، وهو ما لم يكن متوفرًا.

ووفقًا للمصادر نفسها، لم يتلق المشفى أي مساعدات أو إمدادات حتى صباح يوم الأحد 20 تموز، باستثناء بعض المساعدات من المراكز الصحية المحلية والمتطوعين.

وصلت اليوم الإثنين مساعدات عبر الهلال الأحمر، تضمنت سيارات تحمل مواد غذائية، وسيارة واحدة تحمل مساعدات طبية، وسيارتان تحملان عبوات مياه. وأشارت المصادر إلى أن سيارة المساعدات الطبية كانت تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات، وقد تم طلبها من الوفد المرافق للحملة.

في غضون ذلك، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ دون خروقات تذكر، بدأت عمليات دفن الجثث بعد أسبوع من الوفاة وسط إمكانيات شبه معدومة، بحسب تعبير المصادر.

ناشدت الكوادر الصحية في مشفى السويداء المنظمات الدولية لدعم حماية وأمان المشفى وكوادره والمستفيدين من خدماته، خاصة بعد الانتهاكات التي تعرض لها منذ بداية الثورة السورية.

اشتباكات داخل المشفى

المشفى الوطني، الذي لم يتعاف بعد من آثار الإهمال والفساد في عهد النظام البائد، لم يسلم من الاشتباكات خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة على مدى 10 أيام. وبلغت الاشتباكات ذروتها يوم الثلاثاء الفائت، بينما استمرت عمليات القنص خارجه، والتي أدت إلى وفاة طبيب وطبيبة كانا في طريقهما إليه الأسبوع الفائت.

وبحسب المصادر، لم تقتصر عمليات القنص على الموجودين خارج المشفى، بل امتدت لتصبح داخله، حيث سقط العديد من الضحايا في أقسام الأطفال والعناية المشددة والكلية نتيجة القنص من الخارج.

يقول زوار المكان من الأهالي ومن تمكن من الوصول أن باحة المشفى امتلأت بالجثث لمدنيين عجز ذووهم عن الوصول إليهم ودفنهم، بسبب استمرار الاشتباكات لأكثر من 72 ساعة متواصلة الأسبوع الفائت، وعدم توافر الإمكانيات اللازمة للدفن وإخلاء الجثث وأي نوع من الدعم.

الفريق الطبي الذي تواجد منذ يوم الأحد 14 تموز الجاري، بقي يعمل بلا طعام أو أدنى نوع من الخدمات، وحاول حماية المرضى والمرافقين ضمن المكان الذي تلقى القذائف وتجول المسلحون في ممراته حين سيطروا عليه بعد هجوم كبير.

ووصف ناشطون الهجوم بأنه انتهاك صريح لحقوق الإنسان والقواعد الدولية لحماية المشافي في الحروب، وأدى إلى تراجع أكبر في الخدمات الصحية المحدودة التي كان يقدمها، بينما أنقذ متطوعون ومتطوعات محليات الموقف وهم الذين لم يتوقفوا عن تلبية نداءات الاستغاثة المستمرة.

مشاركة المقال: