الثلاثاء, 22 يوليو 2025 02:18 AM

تقرير حقوقي يكشف: مقتل المئات وإصابة آخرين في اشتباكات السويداء الدامية

تقرير حقوقي يكشف: مقتل المئات وإصابة آخرين في اشتباكات السويداء الدامية

أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بتوثيق مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك خلال الفترة بين 13 و21 من تموز الحالي. ووفقًا للتقرير الذي نشرته الشبكة يوم الاثنين 21 من تموز، فإن حصيلة الضحايا تشمل 17 سيدة و11 طفلًا، بالإضافة إلى 6 من الطواقم الطبية بينهم 3 سيدات، و2 من الطواقم الإعلامية. وقد وقعت هذه الأحداث في سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، تضمنت عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفًا متبادلًا، وهجمات جوية نفذها الطيران الإسرائيلي.

كما شملت الحصيلة الأولية مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية خارجة عن سيطرة الدولة من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية. بدأت التوترات في السويداء بين 12 و13 من تموز الحالي، إثر اختطاف وسرقة شاب على طريق دمشق– السويداء، وسرعان ما ردت عائلة الشاب بعملية خطف متبادل، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة محلية في حي المقوس شرقي المدينة.

تطورت المواجهات بسرعة لتصبح بين فصائل محلية من الدروز وعشائر بدوية من الريف، وشهدت عمليات قتل وخطف متبادلة في مناطق متفرقة. ومع دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية، ثم انسحابها بعد ضربات جوية إسرائيلية، تحولت السويداء إلى ساحة نزاع مركّب، إقليمي ومحلي، وسط تضارب في الأجندات وعجز الفاعلين المحليين عن كبح الانهيار.

حصيلة غير نهائية

أشارت "الشبكة" في تقريرها إلى أن هذه الحصيلة تخضع لعمليات تحديث مستمرة، وتعكس ما تم التحقق منه حتى لحظة إصدار البيان، مع التأكيد على استمرارها في تصنيف الضحايا بحسب الجهة المسؤولة عن الانتهاكات، وتمييز صفتهم بين مدنيين ومقاتلين.

كما وجهت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" توصيات للحكومة السورية وأطراف النزاع، شملت ضبط استخدام القوة، وفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المتورطين، وحماية المنشآت المدنية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واحترام مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، والحد من الخطاب التحريضي والطائفي على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وتشجيع الإعلام المحلي والوطني على أداء دور مسؤول ومتوازن.

وفيما يخص طرفي النزاع، تضمنت التوصيات وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وعدم الانجرار وراء الدعوات التحريضية أو الثأرية، والتوقف عن الخطابات التحريضية والطائفية، واحترام دور الوجهاء والقيادات المحلية والدينية في مبادرات الوساطة.

وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت عن استقبال 1698 حالة إصابة نتيجة أحداث السويداء، تراوحت شدتها بين الخفيفة والمتوسطة، منها 425 حالة حرجة، وتمت الاستجابة من خلال 57 سيارة إسعاف، ونقل 1022 حالة إلى بقية المحافظات. وبلغ عدد القتلى الواصلين إلى المستشفيات الرسمية 260 شخصًا، بحسب بيان نشره وزير الصحة، مصعب العلي، عبر حسابه في منصة "إكس"، في وقت متأخر من مساء الجمعة 18 من تموز. ومنذ اليوم الثالث لأحداث السويداء، جهزت وزارة الصحة قافلة طبية طارئة، مؤلفة من 20 سيارة إسعاف، وفرقًا طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات، إلا أن القصف المكثف حال دون دخولها إلى المحافظة، حفاظًا على سلامة الكوادر، مع بقاء القافلة على جاهزية تامة للدخول فور توقف إطلاق النار وتأمين ممرات آمنة، بحسب وزير الصحة.

مشاركة المقال: