بدأ فريق الدفاع المدني السوري بتنفيذ مشروع هام لإعادة تأهيل جسر الرستن في ريف حمص الشمالي، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وبالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة السورية. يأتي هذا المشروع استجابة للأضرار الكبيرة التي لحقت بالجسر نتيجة للغارات الجوية الروسية في كانون الأول/ديسمبر 2024، والتي أدت إلى توقفه عن العمل بشكل كامل.
مشروع حيوي مع تزايد عدد السكان
أكد عبد الرزاق الخطيب، مدير المشروع من قبل الدفاع المدني السوري، في حديث لمنصة ، أن إعادة تأهيل جسر الرستن يعتبر من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى "إعادة الحياة إلى البنية التحتية المتضررة، وتحسين حركة المرور والخدمات لسكان المنطقة، خاصة مع تزايد أعداد السكان والعائدين في السنوات الأخيرة".
جدول زمني محدد لإنجاز المشروع
أوضح الخطيب أن العمل يجري وفقًا لخطة تنفيذية زمنية محددة تستغرق 200 يوم عمل، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2025. وأشار إلى أن مدة التنفيذ تأخذ في الاعتبار عدة تحديات، بما في ذلك حجم الضرر الإنشائي في الدعائم والعوارض الحاملة للجسر، وصعوبة تأمين المواد الفنية في بعض المناطق المتضررة، بالإضافة إلى الاعتبارات الأمنية واللوجستية المحيطة بموقع العمل. وأكد أن فرق العمل بدأت حاليًا في تدعيم الهياكل وإعادة بناء الأجزاء المتضررة، مع الالتزام بالحفاظ على السلامة الهيكلية العامة للجسر.
تطوير شامل يتناسب مع المتطلبات الحديثة
وفقًا للقائمين على المشروع، لن تقتصر الأعمال على الترميم فقط، بل ستشمل عملية تطوير شاملة للجسر تتضمن إعادة تغطية الأسطح بطبقات إسفلتية جديدة مقاومة للعوامل الجوية، وتركيب حواجز معدنية وفقًا للمعايير الدولية لزيادة السلامة، وتحسين نظام التصريف المطري لتجنب تراكم المياه، وتركيب إنارة شمسية ذكية لتحسين الرؤية ليلًا والحد من الحوادث.
خطة طوارئ بديلة لحين الانتهاء
وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة في حال حدوث أي طارئ أو انقطاع جديد في الجسر، أشار الخطيب إلى وجود خطة طوارئ مرورية بديلة، تم إعدادها بالتنسيق مع وزارة الأشغال وشرطة المرور، وتشمل تحويل حركة المرور إلى معابر بديلة مؤقتة، تم إنشاؤها على ضفاف نهر العاصي، لتجنب أي توقف في حركة النقل بين الشمال والجنوب السوري.
الجسر بحاجة إلى التعزيز لمواكبة حركة المرور الحديثة
يعتبر جسر الرستن من الجسور القديمة التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وقد صُمم في ذلك الوقت لتحمل حمولات أخف بكثير من الواقع الحالي. وأكد الخطيب على أنه "على الرغم من الأضرار التي لحقت به، إلا أن الهيكل الأساسي لا يزال صالحًا"، حيث أظهرت الفحوصات الهندسية أن الأعمدة الرئيسية لم تنهار، ويتم حاليًا تقويتها وإصلاح الجوائز الطولية لتناسب متطلبات حركة المرور الكثيفة والحديثة.
الجسر شريان حياة
من جانبه، قال إبراهيم ياسين، أحد سكان ريف حمص الشمالي، في حديث لمنصة ، إن استهداف الجسر وسد الرستن القريب منه تم قبل يوم من إعلان تحرير سوريا في نهاية عام 2024، حيث تعرضت المنطقة لغارات عنيفة من الطيران الروسي. وأدت تلك الضربات إلى تشقق سطح الجسر وتضرر أحد أعمدته الرئيسية، مما جعل المرور عليه خطيرًا، إذ تقلص عدد المسارات إلى مسرب واحد، وزادت الحوادث المرورية.
مشروع استراتيجي لإعادة الربط بين الشمال والجنوب
يهدف المشروع إلى إعادة ربط شمال سوريا بجنوبها، وتعزيز الحركة التجارية والخدمية، إضافة إلى دعم السكان العائدين وتسهيل وصولهم إلى الخدمات الأساسية كالمراكز الصحية والمدارس والأسواق. ويُعد جسر الرستن من البنى التحتية الاستراتيجية في المنطقة، وقدرته على العمل من جديد تعني تسهيلاً حقيقياً لحركة آلاف المركبات والبضائع يومياً، في وقت ما تزال فيه مناطق واسعة من البلاد تعاني من تراجع في الخدمات وانهيار في البنية التحتية.