غابات مدخل حمص الجنوبي تحت التهديد: شكاوى من تدهور الغطاء النباتي وتفشي التعديات


تشهد الغابات المحيطة بمدخل حمص الجنوبي تدهوراً بيئياً متسارعاً، مثيراً شكاوى متزايدة من السكان والناشطين البيئيين. ويأتي هذا التدهور نتيجة لتراجع الغطاء النباتي، وانتشار الأنقاض والمخلفات، وعمليات قطع الأشجار المستمرة في مواقع متعددة، فضلاً عن وجود تجمعات سكنية مؤقتة، الأمر الذي أثر سلباً على المظهر الجمالي والبيئي للمنطقة.
أفاد أحمد الشيخ، وهو أحد سكان مدينة حمص، في حديث لمنصة سوريا 24، بأن الغابات تعاني من إهمال واضح منذ فترة، مشيراً إلى أن عمليات قطع الأشجار تتكرر بشكل كبير لاستخدام الحطب في التدفئة والطبخ. ويُعزى هذا التهديد لما تبقى من الأشجار إلى غياب الحراسة الدائمة وضعف الرقابة، مما يسرّع من وتيرة التدهور البيئي. وأكد الشيخ أن انتشار الأنقاض وعمليات القطع أدت إلى تشويه مدخل المدينة وتراجع ملحوظ في المساحات الخضراء.
دعا الشيخ الجهات المعنية إلى التدخل الفوري لحماية الغابات، مطالباً بمنع قطع الأشجار وتأمين حراسة دائمة، وإزالة الأنقاض والمخلفات المتراكمة. كما شدد على ضرورة تقليم الأشجار المتضررة وزراعة بدائل جديدة مكان الأشجار الميتة أو المحترقة. وأكد أن حماية هذه الغابات هي مسؤولية عامة لما لها من دور حيوي في الحفاظ على البيئة وتحسين جمالية المدن وضمان التوازن الطبيعي.
في المقابل، يرى براء الحمدو، وهو أيضاً من سكان حمص، في تصريح لمنصة سوريا 24، أن المشكلة القائمة لا تقتصر على الإهمال المباشر، بل هي تعديات كبيرة ومتكررة يرتكبها "ضعاف النفوس" الذين يسعون إلى قطع الأشجار بغرض الاتجار بالحطب. وأشار الحمدو إلى وجود قوانين وحملات صارمة صدرت لمنع قطع الأشجار، لكنه أكد أنها تحتاج إلى تفعيل وتطبيق أوسع على أرض الواقع لردع المخالفين.
أوضح الحمدو أن وجود الخيام المتناثرة في المنطقة، وكذلك باتجاه طريق طرطوس، يعود إلى مشكلة قديمة متجددة تتعلق بخيام "النور/القرباط". واعتبر أن هذه القضية تتطلب حلولاً جذرية تنهي التعديات وتحافظ على الغطاء النباتي دون المساس بالواقع الاجتماعي القائم لهذه التجمعات.
شدد الحمدو على ضرورة إطلاق حملات توعية بيئية فعالة لمنع التعديات، بالإضافة إلى تنفيذ برامج تشجير مكثفة. وأكد أن هذه البرامج تتطلب رعاية شاملة وخططاً عاجلة من الحكومة السورية الجديدة، لضمان استدامة المساحات الخضراء وحماية الغابات في محيط المدن.
تعكس الآراء المتباينة حجم التحدي الذي يواجه غابة مدخل حمص الجنوبي، حيث تتأرجح المشكلة بين شكاوى الإهمال وتأكيدات بوجود تعديات تتطلب تفعيل القوانين الصارمة. وتبقى المطالب المشتركة للسكان متمثلة في ضرورة الحماية، وإعادة التأهيل، ووضع حلول مستدامة تصون الغابة كمساحة بيئية عامة وضرورية.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي