أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نظيره السوري أحمد الشرع اتخذ "موقفاً حازماً" تجاه الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، ولم يقدم أي "تنازلات". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء عودته مساء الأحد من جمهورية شمال قبرص التركية.
وفي هذا السياق، صرح أردوغان بأن الرئيس السوري أحمد الشرع أظهر صلابة في التعامل مع الأحداث الجارية في بلاده، مشيراً إلى عدم وجود أي تهاون من جانبه.
وفيما يتعلق بالتدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري، أوضح أردوغان أن "إسرائيل تواصل استفزازاتها وتسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة، معتقدةً أن وحدة سوريا لا تخدم مصالحها". وشدد على أهمية توضيح أن "إسرائيل تعمل على عرقلة أي مشروع يهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوريا".
وأكد أردوغان أن إسرائيل تسعى باستمرار إلى تأجيج الصراع في المنطقة بأسرها. وأشار إلى أن الحكومة السورية تمكنت من السيطرة على الوضع في السويداء ومحيطها، من خلال نشر 2500 جندي.
وأضاف: "تمت السيطرة على الأوضاع في الجنوب، والشعب السوري بكل أطيافه تعلم من تجاربه السابقة ويرفض الانجرار وراء هذه المكائد".
وأردف قائلاً: "لقد توصلوا إلى اتفاق بين الدروز والجماعات الأخرى هناك، والرئيس السوري أحمد الشرع اتخذ، برأيي، خطوة إيجابية للغاية".
وأشار الرئيس التركي إلى أنه ناقش هذا الموقف مع الشرع هاتفياً، واطلع منه على مطالبه، مؤكداً له تقديم الدعم الكامل. وأضاف أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على تواصل مستمر مع المبعوث الأمريكي الخاص توماس باراك ووزير الخارجية ماركو روبيو. وبالمثل، يلتقي رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ووزير الدفاع يشار غولر بنظرائهما.
وذكر أردوغان أنه سُمح لقوة قوامها 2500 جندي مُجهّزة بأسلحة خفيفة بالتوجه إلى السويداء، وأن الاجتماعات في العاصمة الأردنية عمّان مستمرة منذ يومين، فيما يتواصل زعماء العشائر والأردنيون والممثل الأمريكي الخاص مع الجانب التركي.
وقال: "السويداء محاطة حالياً، وهناك مشكلة في السماح للقوات بالدخول. حالياً، هناك توافق تام بين اثنين من الفصائل الدرزية الثلاثة، بينما يعمل الجناح الثالث مع الجانب الإسرائيلي".
وفي إشارة إلى الجناح الثالث الذي يعمل مع الجانب الإسرائيلي، قال أردوغان: "هؤلاء لا يتوقفون عن إثارة الفوضى، ولهذا السبب تستمر الاشتباكات من حين لآخر. لا تستطيع الشرطة ولا الجيش دخول المدينة، فهم يتمركزون في المحيط لكنهم تمكنوا على الأقل من منع دخول عناصر من الخارج إليها".
ولفت إلى أن "جميع الأطراف المشاركة في اجتماعات عمّان وافقت طوعاً على الالتزام بوقف إطلاق النار، باستثناء ذلك الجناح الدرزي الذي يعمل مع إسرائيل".
وتابع: "مع أن جميع الأطراف التي لا يمكن أن تجتمع على رأي واحد، اجتمعت بشأن سوريا، ومن الضروري أن نشرح للعالم جيداً كيف أن إسرائيل تُفسد مشروع الاستقرار هذا".
وقال أيضاً: "لن نترك الرئيس أحمد الشرع وحيداً في سوريا. لا نريد لسوريا أن تُجزأ، ونرى في تعافيها تطوراً إيجابياً لبلدنا، لأن تعافي سوريا سيؤثر إيجابياً على علاقاتنا معها".
(ANADOLU)